أولها: الدعوة إلى الله تعالى.
وثانيها: العمل الصالح.
وثالثها: أن يكون من المسلمين.
ولا شك أن الموصوف بتلك الخصال أشرف الناس، وأفضلهم، وكمال الدرجة فيها ليس إلا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسير ما جاء عن الخصلة الثانية: {وَعَمِلَ صَالِحًا}: "أي هو في نفسه مهتد بما يقوله، فنفعه لنفسه ولغيره، لازم ومتعد، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف، ولا يأتونه، وينهون عن المنكر، ويأتونه، بل يأتمر بالخير، ويترك الشر، ويدعو الخلق إلى الخالق -تبارك وتعالى.
وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- العالم العامل المعلم لغيره بالأرض الطيبة، تستفيد وتفيد غيرها. فروى الشيخان عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا، وسقوا، وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان، لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)).
ففي هذا الحديث الشريف شبه النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ما بعثه الله تعالى به من الهدى والعلم بالغيث الكثير، وشبه العالم العامل بعلمه، والمعلم لغيره بأرض طيبة تستفيد من الغيث الكثير؛ حيث تشرب الماء، وتفيد غيرها؛ حيث تنبت الكلأ، والعشب الكثير".