سادسًا: فقدان الناس لمعنى الأمن في أنفسهم، وفي أهليهم وذويهم وأموالهم الأمر الذي يؤدي إلى الكسل والتواني، والقعود عن أداء الواجب، وقد أشار الحديث إلى كل هذه العواقب؛ حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)). فهذه هي عواقب ترك الحسبة والقعود عنها والتخلي.

ما كانت عليه المملكة العربية السعودية قبل توحيدها، وما صارت إليه بعد توحيدها

ولما كنا قد ذكرنا نموذجًا للحسبة القائمة في هذا العصر ممثلًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية، فنحن ونحن نتحدث عن الآثار السيئة المترتبة على ترك الحسبة نذكر ما كانت عليه المملكة العربية السعودية قبل توحيدها، وما صارت إليه بعد توحيدها، ما كانت عليه قبل توحيدها من الفوضى والقلق والفقر، وانتشار الفواحش وفساد الأخلاق، وذلك لغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وافتقاد ولاية الحسبة، وما آل إليه أمر المملكة بعد توحيدها بفضل الله، ثم بوجود المحتسبين الممثلين في العاملين بهيئة المعروف والنهي عن المنكر.

فنقول -وبالله تعالى التوفيق-: كانت تلك البلاد قبل توحيدها على يد الملك عبد العزيز -يرحمه الله- تتكون من عدة أقاليم وإمارات صغيرة، وكثيرًا ما كانت الحروب الطاحنة تقع بين إمارات متجاورة وبين قبيلة وأخرى على أتفه الأسباب نتيجة الطمع في الأموال والثأر.

أما البادية فكانت تسودها الأعراف والأنظمة القبيلة، ويسيطر عليها رؤساء القبائل، وكانت الغارات والمناوشات تقع بين تلك القبائل، فكانت القبيلة تغير على القبيلة الأخرى لتأخذ ما لديها من المواشي، وتغير على القرى لتنهب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015