قال الحافظ عماد الدين ابن كثير في تفسير قوله تعالى في سورة النجم: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. وأن سعيه سوف يرى} (?) ((ثم شرع تعالى يبين ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى فقال: {أن لا تزر وازرة وزر أخرى} (?) أي كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها لا يحمله منها أحد كما قال: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} (?) و {أن ليس للإنسان إلى ما سعى} أي كما لا يحمل عليها وزر غيرها كذلك لا يحصل له من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه.
ومن هذه الآية استنبط الشافعي رحمه الله ومن تبعه أن القراءة لا يحصل ثواب إهدائها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ولا يتصرف فيه بأنواع