تريد تنام على ذي الشبه
وعلك إن نمت لم تنتبه
فجاهد وقلد كتاب الإله
لتلقى الإله إذا مت به
فقد قلد الناس رهبانهم
وكل يجادل عن راهبه
وللحق مستنبط واحد
وكل يرى الحق في مذهبه
ففيما أرى عجب غير أن
بيان التفرق من أعجبه
ثم قال أبو عمر: ((وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكرناه في كتابنا هذا أنه قال: تذهب العلماء ثم يتخذ الناس رؤساء جهالا، يسألون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون، وهذا كله نفي للتقليد لمن فهمه وهدي لرشده.
حدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد ابن عثمان وسعيد بن حمير قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة قال: ((اضطجع ربيعة مقنعاً رأسه وبكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال: رياء ظاهر وشهوة خفية، والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم ما نهوهم عنه انتهوا، وما أمروهم ائتمروا وقالوا لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره. وقال عبد الله بن المعتز: ((لا فرق بين بهيمة تنقاد وبين إنسان يقلد)) وهذا كله لغير العامة، فإن العامة لا بد لها من تقليد علمائها عند النازلة تنزل بها لا تتبين موقع الحجة لعدم الفهم لأن العلم درجات لا سبيل إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها، وهذا الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم.