عصرنا هذا، فترى أحدهم يمقت رقمًا بعينه. وإنْ تعجبْ بعدها فاعجبْ لتشاؤم قوم برسلهم! قال تعالى: [يس: 18] {إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، وقال سبحانه: [النِّسَاء: 78] {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ} . وقد نفى الإسلام الطيرة وبيّن فساد التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع؛ وأعلم الناسَ ألاّ علامة بذلك على ما يحذرون ألبتة، وأن أثره إنما يكون في نفس المتطيِّر لا بالمتطيَّر به، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا طِيَرة، وخيرها الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة، يسمعها أحدكم» (?) . [فأين الطيرة من الفأل الصالح السارّ للقلوب المؤيّد للآمال الفاتح باب الرجاء المسكّن للخوف الرابط للجأش الباعث على الاستعانة والتوكل عليه، فهذا ضدّ الطيرة، فالفأل يفضي بصاحبه إلى الطاعة والتوحيد، والطيرة تفضي بصاحبها إلى المعصية والشرك] (?) .

8- الطرق

أما الطَّرْق، فمعناه: [الضرب بالحصا الذي يفعله النساء، وقيل: هو الخطّ بالرمل] (?) ، فعلى الأول يكون الطرق: رمي عدد من الحصيات غير محدد، أو من الوَدَع (صدف لحلزونات بحرية) ، يرميها العرّاف في زاوية، ثم يشرع باستعادتها حصاتين حصاتين، أو ثلاثًا ثلاثًا، ثم ينظر ما تبقى منها، فإن كان شفعًا (عددًا مزدوجًا) استدل بذلك على حسن الطالع، وإن كان وترًا (مفردًا) دلّه على سوء الطالع! فإن كان استدلال الرامي بالحصى كان عرّافًا وحسب، وإن كان بإخبار شيطانه له، فهو كاهن (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015