هـ- ... إسهام وزارات الإعلام في الدول الإسلامية، بالعمل على تطهير المجتمعات من الترويج للسحر، وذلك بالتشدد إزاء ما يُسهم - ولو من طَرْفٍ خفي - في تساهل الناس في قبول سلع السحرة، من مثل معرفة الحظ، وكشف الطالع، والعرافة المتسترة بالأرقام، والكهانة المتلبسة بالتنجيم، وغير ذلك الكثير مما يُقصد به جني أرباح طائلة، ولو كان ذلك متعارضًا مع مبادئ تلك المجتمعات وقيمها.
و ... أخيرًا، ضرورة تضافر جهود الجهات المختصة في البلاد الإسلامية، لقمع السحرة وقطع دابرهم، وذلك باتخاذ موقف صارم من هؤلاء، وإقامة ما تقرّر في حقهم شرعًا، كما هو قائم - بحمد الله تعالى - في بلاد الحرمين الشريفين.
هذا آخر ما يسّر الحق تبارك وتعالى، ونفذ به أمرُه الغالب، من تسطيرٍ لما أرجو أن يعمّ نفعُه، ويكثر خيرُه، ويكون زادًا حسنًا - بعونه تعالى - لمؤلِّفه وقارئه، سائلاً الله عز وجلّ أن يتقبّله عنده ويُجزِل المثوبة عليه، إذ القصد منه نفع إخواني المؤمنين، والسلوك بهم مسلك التضرع إلى الله بما شرعه سبحانه في كتابه العزيز وسنّة نبيه الكريم، والنأي بهم عن مهاوي الضلال وسبل الابتداع، وأهله الدجاجلة أهل الأهواء. وإني سائل أخًا انتفع به أن يدعو لي ولوالديّ بظهر الغيب دعوة صالحة ندّخرها ذُخرًا لنا في يومٍ أحوج ما نكون إليها.
هذا، وقد وافق الفراغ من تدوينه، بعون الله وحسن توفيقه، نهارَ النصف من شعبان، سنة ستٍّ وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبويَّة، على صاحبها أفضل الصَّلاة وأزكى التحيَّة.
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *}
كتبه راجي رحمة ربه
د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي