والطيران في الهواء، والمشي على الماء، وركوب كلبٍ، وغير ذلك] (?) . لكنْ [قد أجمع المسلمون على أنه ليس في السحر ما يفعل الله عنده إنزال الجراد والقُمَّل والضفادع وفلق البحر وقلب العصا وإحياء الموتى وإنطاق العجماء، وأمثال ذلك من عظيم آيات الرسل عليهم السلام. فهذا ونحوه مما يجب القطع بأنه لا يكون ولا يفعله الله عند إرادة الساحر] (?) .
جـ- ... أما كون «من» زائدة في قوله تعالى: {من أحد} - في الموضعين -، كما ذكر عامّة المفسرين.
فليس مقصودهم بذلك - كما قد يفهم البعض أن أهل التفسير يدّعون أن ثمة ألفاظًا مزيدة لا عمل لها!! لكنّ مقصودهم أنها قد زِيدت إلى السياق لإفادة معنى لا بدّ منه، كالتوكيد مثلاً (?) ، فيكون المعنى هنا: أنه ليس من أحد على الإطلاق يعلمه الملكان إلا بعد إنذاره وتبيين عاقبة أمر متعلم السحر والعامل به. كذلك فإن السحر، بعد أن يتعلمه السحرة ويعملوا به، ليس يضر مسحورًا على الإطلاق إلا من قضى الله عليه - بإرادته الكونية القدرية - أن ذلك يضره.
د- ... قد تقرر أن السحر لا يضر مسحورًا إلا بإذن الله، فهل الإذن هنا بمعنى السماح لهم بفعل ذلك الضر؟!
نقول: حاشَ لله تعالى أن يسمح بما فيه ضر لعباده، دون