من قضى الله عليه - بإرادته الكونية القدرية - أن ذلك يضرّه، فأما من دفع الله عنه ضُرّه، وحفظه من مكروه السحر والنفث والرقى - أي رقى الجاهلية - فإن ذلك غير ضارِّه، ولا نائله أذاه] (?) .
ب - ... أما ضرر السحر، [ففي إسناد - الآية - التفريق إلى السحرة وجعلها السحر سببًا لذلك، دليل على أن للسحر تأثيرًا في القلوب بالحب والبغض والجمع والفرقة والقرب والبعد] (?) ، أما كيفية تأثير السحر بالتفريق، فقد سبق أن الساحر يُحدِث تخييلاً للمساوئ لكلٍّ من الزوجين، بخلاف ما هو به على الحقيقة. لكنْ بعد ثبوت ذلك من ضرر السحر، هل يستطيع الساحر تجاوز هذا الحد من الضرر، أم أن ذلك هو غاية ما يمكنه فعله؟
[ذهبت طائفة من العلماء إلى أن الساحر ليس يقدر على أكثر مما أخبر الله عنه من التفرقة، لأن الله تعالى ذكر ذلك في معرض الذمّ للسحر وبيّن ما هو الغاية في تعليمه؛ فلو كان الساحر يقدِر على أكثر من ذلك لَذَكَره، وقالت طائفة: إن ذلك خرج مخرج الأغلب، - أي أن أغلب عمل السحرة متعلق بالتفريق - لكن الساحر يقدر على غير المنصوص عليه] (?) . [فلا يُنكَر أن يظهر على يد الساحر خَرْق العادات مما ليس في مقدور البشر؛ من مرض وتفريق وزوال عقل وتعويج عضوٍ، ولا يبعد في السحر أن يستدقَّ جسم الساحر حتى يتولّج في الكُوَّات والخوخات والانتصاب على رأس قصبةٍ، والجري على خيط مستدِقٍ،