ثالثًا: السحر وشباب الأمة.
رابعًا: نظرة تربوية لاستنقاذ الشباب من أوكار الانحراف.
عرفت الإنسانية فنون السحر منذ عهود قديمة، وظهر في ذلك مخطوطات ومنقوشات صخرية تدل بمجموعها على مبلغ اهتمام الإنسان بأداة السحر باعتبارها معينًا له في حل المشكلات المتعلقة بعالم الغيب، لرفع الأستار عنه، والوقاية من أخطاره المحدقة. وقد اختلف المؤرخون في تحديد أول من مارس طقوس السحر وأعماله، إلا أن بعضًا منهم يرجح أن يكون زرادشت (زوروستر) ، في بلاد الفرس، والواقع أنه منذ القرن الأول الميلادي إلى ما بعده استخدمت كلمة (مجوس) للإشارة إلى السحرة والراجمين بالغيب الوافدين أساسًا من بابل، واعتبر المجوس البابليون غالبًا من السحرة. ثم لحق الفرس الكنعانيون حيث اعتقدوا اتصال الكلاب والقطط بالشياطين وتأثير أصواتها على الناس، أما الكلدانيون فقد اهتموا بدراسة الكواكب والنجوم، واعتقدوا جزمًا بتأثير حركتها على حياة البشر وهم ينسبون إليها أفعالاً كثيرة، ويعملون أعمالهم السحرية معتمدين على حركات الكواكب وأوقاتها ومواضعها، وعليه فإنهم أول من اعتمد النِّجامة كسبيل للسحر، أما المصريون القدماء فقد اعتبروا السحر علمًا من علوم الكهنوت، وربطوا كثيرًا من الطقوس الدينية بالسحر وتعاليمه، وعليه فقد كان السحر لديهم دينًا تطبيقيًا اشتغل به كبار رجال الدين.