ألم يدرك الطوخي - وهو من بزّ أقرانه وسبق سابقيه وأعجز لاحقيه عن مقاربته، فضلاً عن اللحاق به أو التفوق عليه - أن الوصف تابع للموصوف، فقُبح السحر جرّ إلى وصف التعظيم للسحر مبالغة في تقبيح شأنه وأمر أهله، لا للثناء عليه كما توهّم صاحب المصنفات الخمسين. وإني قد سقت هذا الرد عليه قاصدًا أن لا يغترّ القارئ بكثرة المصنفات والعبقرية الحسابية الفذة، التي تظهر في أشكال جداول هذه الكتب، وإنما جميع ذلك هو من واسع المعرفة بعلوم الشر، ويحضرني هنا قول الشاعر:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى
فأوَّلُ ما يجني عليه اجتهادُه
ولنعد بعدها إلى ذكر شيء مما حواه كتابه «البداية والنهاية» ، فمن ذلك:
- ... اعتقاد أن الحروف تتبع عناصر الموجودات، فمنها نارية وترابية وهوائية ومائية (?) .
- ... اعتقاد أن لكل عدد خواص وأسرار، وأن بعضها يتحابُّ وبعضها يتنافر (?) .
- ... اعتقاد تقسيم جهات العالم بحسب كلمات أبجد هوز، وأنها منقوشة كذلك عند العرش، لكنها نُقِشت نقشًا معنويًا لا ماديًا، ولا يعقلها إلا العالِمون (?) !
- ... يدل في كتابه على أمور تستعمل كلها في أعمال السحر: منها الأوفاق، حيث يفصّل في صفة تخطيطها من المثلث منها إلى المعشر، ومنها الأرصاد مع شروط كتابة ذلك من إطلاق بخور كوكب الساعة، والكتابة على معدن مناسب لعنصر الكوكب، في مكان خال عن الناس