روى الإمام البخاري بسنده عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه)) يقول الشيخ الدكتور موسى شاهين لاشين في شرح هذا الحديث: يعتمد صرح الإسلام ومجتمعه الكامل على قاعدتين قاعدة إيجابية، وهي فعل الخير من إفشاء السلام، وإطعام الطعام، وكل عمل بناء.
والقاعدة السلبية -أي: قاعدة الترك، والكف هذه القاعدة الثانية هي المقدمة يعني قاعدة الكف والترك، وهي الأهم؛ لأن التخلية مقدمة على التحلية من هنا اهتم الشرع بتهذيب أبنائه، وإبعادهم عن المساوئ والرذائل، وإيذاء بعضهم بعضًا؛ فجعل المسلم الحق هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وبقية جوارحه.
المراد بالمسلم في الحديث المسلم والمسلمة فالتعبير بالمسلم للتغليب والنساء شقائق الرجال يسري عليهن حكمهم إلا ما خص بنص من الشرع الحكيم، من سلم المسلمون فيه جناس الاشتقاق وهو أن يرجع اللفظان في الاشتقاق إلى أصل واحد.
والتعبير أيضًا بلفظ المسلمون من قبيل التغليب أيضًا والمسلمات من لسانه ويده أراد من اليد ما هو أعم من العضو المعروف فيراد بقية الأعضاء كما يراد اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير بغير حق، فالمراد من سلم المسلمون من شره مطلقًا والمهاجر أي الهاجر فالمفاعلة ليست من الجانبين كلفظ المسافر وقيل إن من هجر شيئًا؛ فقد هجره ذلك الشيء وإن كان جامدًا وهي هجرة بالقوة وبغير إرادة.
فقه الحديث: من علامة المسلم التي يستدل بها على حسن إسلامه سلامة المسلمين من شره وأذاه، بل إحسان المعاملة مطلوب مع غير المسلمين بل مع غير