فيما يتعلق بالإيمان بالله تعالى بأنه أنزل كتبًا على أنبيائه ورسله وآخر هذه الكتب هو القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه ولم يكل حفظه لأحد من خلقه قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
ومن متعلقات الإيمان الإيمان بالرسل، وهو أن نؤمن بأن الله تعالى: اختار رسلًا من خَلْقِهِ يبلغوا رسالاته إلى عباده، وأن آخرهم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هؤلاء الرسل لكل أمة رسول ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول للدنيا كلها وللخلق أجمعين. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء: 107).
وتجب العصمة لهؤلاء الرسل، ونؤمن بأن الله تعالى أيدهم بالمعجزات؛ دليلًا على صدقهم، وأن هؤلاء الرسل كلٌّ منهم له مقامٌ عند ربه، ومنهم خمسة يعرفون بأولي العزم من الرسل، وهم سيدنا نوح -عليه السلام- وسيدنا إبراهيم -عليه السلام- وسيدنا موسى -عليه السلام- وسيدنا عيسى -عليه السلام- ونبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لأَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (النساء: 163: 165).
أما أولو العزم: فجاء في آخر آية من سورة الأحقاف الإشارة إليهم قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (الأحقاف: 35).
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.