يفرح، عجبت لمن هو أيقن بالنار ثم هو يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبتُ لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها عجبت لمن أيقن بالحساب غدًا، ثم لا يعمل، قلت: يا رسول الله، أوصني قال أوصيك بتقوى الله؛ فإنها رأس الأمر كله، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله -عز وجل- فإنه نور لك في الأرض، وزخر لك في السماء، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: إياك وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب، ويذهب بنورِ الوجه، قلت: يا رسول الله زدني، قال: عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانيةُ أمتي، قلت: يا رسول اللهِ زدني، قال: أحب المساكين وجالسهُم، قلت: يا رسول الله، زدني، قال: انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك؛ فإنه أجدر ألا تزدري نعمةَ الله عليك قلت: يا رسول الله، زدني، قال: قُل الحق، وإن كان مُرًّا، قال: قلت: يا رسول الله، زدني، قال ليردك عن الناس ما تعلمه من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبًا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك، وتجد عليهم فيما تأتي، ثم ضرب بيده على صدره، فقال: يا أبا ذر لاعقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق)) الحديث رواه ابن حبان في صحيحه واللفظ له، ورواه الحاكم أيضًا في (مستدركه)، وقال: صحيح الإسناد.
ثم القرآن الكريم: وهو آخر الكتب السماوية نزولًا قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} (آل عمران: 2: 4).
مزايا القرآن: وللقرآن الكريم مزايا تميز بها عن الكتب السماوية التي تقدمته. من هذه المزايا: أنه تضمن خلاصة التعليم الإلهية التي تضمنتها التوراة، والإنجيل، وسائر ما أنزل الله من وصايا، وأنه مؤيدٌ للحق الذي جاء بها من عبادة الله