أشراطها، وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34) قال: ثم قام الرجل. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ردوه عليّ، فالتمس فلم يجدوه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا جبريل أراد أن تعلموا إن لم تسألوا)).
ورواه البخاري أيضًا بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بارزًا يومًا للناس فأتاه رجلًا فقال: ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ثم أدبر فقال -صلى الله عليه وسلم- ردوه فلم يروا شيئًا فقال هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)).
هذه الروايات المتعددة في البخاري ومسلم لحديث سؤال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام والإيمان، والإحسان، والساعة وعلاماتها فيه متعلقات الإيمان وأولها الإيمان بالله وحده، وهذا يتعلق به الكثير مما يجب لله -سبحانه وتعالى- من صفات الجمال والجلال، والكمال، والإيمان أيضًا بالملائكة، وما يتعلق بهم من جانب العقيدة، ثم الإيمان بكل الكتب السماوية من توراة وإنجيل، وزبور وقرآن، ثم الإيمان