وفي حديث برواياته الشهادتان: "والصلاة والزكاة" وبينت الصلاة، وكذلك الزكاة على التوحيد، والإقرار للعبودية لله تعالى؛ فالإيمان عقيدة، وقول وعمل هذا ما تظاهرت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والذي يجب أن يعتقده كل مسلم؛ فالعقيدة وحدها لا تكفي؛ بل لابد من العمل والعمل وحده لا يكفي، بل لابد من العقيدة الصحيحة التي يبتنى عليها العمل، وأن يأتي العمل وفق الشرع، وأن يكون خالصًا لله -سبحانه وتعالى.
إن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- حارب من أجل فريضة الزكاة، ولم يكتفِ من أحد بقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأقسم أنه ليقاتلن كل من فرّق بين الصلاة والزكاة. وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في أول من اعترض على أبي بكر الصديق، كيف يقاتل من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله؟ فبيّن له أبو بكر أنه لا بد أن يطابق القولُ العمل، وأن العقيدة الصحيحة قول وعمل، وأن الإيمان عقيدة وعمل، والعمل هو حق لكلمة لا إله إلا الله.
وكان سبب اعتراض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في بادئ الأمر أنه فهم من قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله؛ فقد عصم مني ماله، ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله)) فهم عمر أنه بمجرد ما يقول: لا إله إلا الله فقد عصم دمه. أما أبو بكر: فرتب العصمة لكل من يقولها، ويقوم بحقها؛ فأقسم أنهم لو منعوه عقالًا، أي: خطامًا يجر به بعير، أو عناقًا أي: جديًا صغيرًا -شاة صغيرة- كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها.
وبيَّنَ لعمر -رضي الله عنه- وغيره أن الزكاة من حق لا إله إلا الله.
روى مسلم بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب. قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لأبي بكر: كيف تقاتلُ الناس، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: