بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث
(تعريف الإيمان، وبيان متعلقاته)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
وبعد،
الإيمان وما يتعلق به من مباحث وأحكام -أقول وبالله التوفيق-:
الإيمان هو التصديق، ولكن الإيمان الذي ينجي صاحبه، إنما هو الإيمان بالقلب، أي: التصديق بالقلب، ونقر العبد بلسانه؛ لأنه مؤمن وأن تعمل جوارحه وفق متطلبات الإيمان ولذلك كان التعريف الكامل للإيمان هو: الإيمان تصديق بالجنان، أي: بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان أي بالجوارح هذه هي الأركان الثلاثة التي تجعل الإيمان مقبولًا وصحيحًا، ينفع صاحبه عند الله تعالى.
ومن هذا التعريف: نعلم أن الإيمان قولٌ وعمل وعقيدة، وأن الإيمان من غير عمل لا قيمة له، وأن العمل الذي لا يبنى على الإيمان عملٌ باطل وضائع وفاسد، ولا قيمة له عند الله تعالى.
ولقد عقد الإمام البخاري في (صحيحه) في كتاب الإيمان بابًا بعنوان: باب من قال: إن الإيمان هو العمل، وتحت هذا العنوان أتى بحديث يدل على أن الإيمان هو العمل سئل -صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن أفضل العمل فكان جوابه -صلى الله عليه وسلم-: ((الإيمان بالله ورسوله ثم الجهاد ثم الحج المبرور)) فجعل الإيمان نوع من العمل بل هو أفضل العمل روى الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- بسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل أي العمل أفضل قال: ((إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور)).
والدليل أيضًا على أن الإيمان هو العمل، وليس مجرد الاعتقاد حديث آخر رواه البخاري بسنده عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أي العمل أفضل؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إيمان بالله وجهاد في سبيله، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنًا وأنفسها عند أهلها، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعًا، أو