بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الحادي والعشرون
(حق المسلم على المسلم، وجزاء من قام بهذه الحقوق)
حق المسلم على المسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
إن للمسلم على المسلم حقوقًا جاء بها الإسلام في القرآن الكريم، وعلى لسان النبي الأمين سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين - وهي حقوق كثيرة تنبئ عن الأخلاق الإسلامية الحميدة التي يجب أن يتخلق بها كل مسلم، ويتحلى بها المسلمون جميعًا، فلو قام كل مسلم بما وجب عليه من حقوق تجاه إخوانه المسلمين؛ لساد في المجتمع الحب والتعاون، ولانتشر ت السعادة والطمأنينة والسكينة في قلوب المسلمين.
لقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين أن من حق المسلم على المسلم أنه إذا مرض المسلم عاده أخوه المسلم، وبين -صلى الله عليه وسلم- جزاء من يقوم بهذا العمل؛ أي عيادة المريض؛ إذ يكون في خراف الجنة؛ أي بساتينها حتى يعود، وإذا مات مسلم كان من حقه على إخوانه المسلمين أن يشيعوه إلى قبره، وأن يصلوا عليه، وبين -صلى الله عليه وسلم- جزاء من يفعل ذلك بأنه ل هـ قيراطان في الجنة، والقيراط مثل جبل أحد.
ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يسلم عليه إذا لقيه، وله بذلك أجر عظيم عند الله تعالى، وعلى من يسلم عليه أن يرد السلام بزيادة أو بمثله على الأقل؛ قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (النساء: 86)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، (النور: 27).
ومن حق المسلم على أخيه المسلم أن يجيبه إذا دعاه لعرس أو وليمة؛ بشرط ألا يكون هناك إثم ولا معصية، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت))، فإجابة الدعوة حق من حقوق المسلم