شيء على هذا المحسن إليهم، لكن ينالهم إثم عظيم لتقصيرهم في حقه، وإدخالهم الأذى عليه، والله أعلم.
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه)) أي أحب أن يوسع له في رزقه، وأن يؤخر له في عمره؛ فليصل رحمه، فصلة الرحم تزيد في العمر، وتكون بركة في الرزق، والزيادة في العمر قد تكون حقيقة بأن يعلق الله -سبحانه وتعالى- زيادة العمر على بره وعلى صلته لرحمه، أو أن المراد بزيادة العمر البركة في العمر؛ فإنه من البركة في العمر أن الإنسان قد تراه يعيش قليل ً اولكن يترك آثارًا طيبة عظيمة، وذكرًا يطول بعده مئات السنين.
يقول الإمام النووي: ومعنى ((ينسأ له في أثره)) أي يؤخر له في أجله وعمره.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مال ً امن نخل، وكان أحب أمواله إليه " بيرحاء " وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، فلما نزلت هذه الآية {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (آل عمران: 92) قام أبو طلحة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إن الله - تبارك وتعالى - يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب مالي إلي " ببرحاء " وإنها صدقة لله تعالى، أرجو برها وزخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((بخ - وهي كلمة تقال عند السرور - بخ ذلك مال رابح ذلك مال رابح، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)) فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: أقبل رجل إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، قال: ((فهل لك من والديك أحد حي؟)) قال: نعم بل كلاهما، قال: ((فتبتغي الأجر من الله تعالى))