وعنها من طريق ثان قالت: قدمت علي أمي في مدة قريش، وفي لفظ في عهد قريش ومدتهم التي كانت بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدمت أمي مشركة وهي راغبة - يعني محتاجة ترغب في عطائ ي- فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة راغبة أفأصلها؟ قال: ((صلي أمك)).
وعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن أعرابي ًّ امر عليه وهم في طريق الحج، فقال له ابن عمر: ألست فلان بن فلان؟ قال: بلى، قال: فانطلق إلى حمار كان يستريح عليه إذا مل راحلته وعمامة كان يشد بها رأسه فدفعها - أي أعطاها إلى ذلك الأعرابي - فلما انطلق - أي مشى الأعرابي - قال له بعضنا: انطلقت يا بن عمر إلى حمارك التي كنت تستريح عليه وعمامتك التي كنت تشد بها رأسك فأعطيتهما هذا الأعرابي، وإنما كان يرضى بدرهم، قال: إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن أبر البر صلة المرء أهل ود أبيه بعد أن يولى)) يعني بعد أن يموت الأب أن تصل الذين كان يصلهم الأب. هذا هو أبر البر.
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: أتى أعرابي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن أبي يريد أن ي ج تا ح مالي؛ يعني إن أبي يريد أن يأخذ مالي كله، فقال: إن أبي يريد أن يجتاح مالي، فقال له - عليه الصلاة والسلام -: ((أنت ومالك لوالدك)) وفي رواية: ((أنت ومالك لأبيك، إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أموال أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئًا)).
وعن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من كسب أولادكم)).
وبر الوالدين له ثمار طيبة حسنة في الدنيا والآخرة؛ فالبر بالوالدين يكون سببًا في إجابة الدعوة كما ورد في الحديث الصحيح في قصة الثلاثة؛ أما قصة