حديث متفق عليه، وفي رواية أن ذلك الرجل قال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: ((أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك)) يعني الأقرب الأقرب بعد الأب، والصحابة بمعنى الصحبة، وقوله: ((ثم أباك)) هكذا هو منصوب بفعل محذوف؛ أي ثم بر أباك، وفي رواية: ((ثم أبوك)) وهذا واضح؛ أي يكون معطوفًا على أمك.
الحديث الذي بعد ذلك: وعنه؛ أي عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم أنفه من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة)) ومعنى رغم أنفه؛ أي خاب وخسر وضاعت منه فرصة ما حصلها الذي يدرك والديه أو أحدهما عند كبرهما ولم يدخل الجنة بسبب برهما، فهذه فرصة قد ضاعت من يده، كما جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل) - رحمه الله تعالى - كثيرًا من الأحاديث في هذا الموضوع؛ ألا وهو البر بالوالدين رواها الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - بسنده في (مسنده) الذي رتبه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في كتابه (الفتح الرباني ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني) جاءت أحاديث البر بالوالدين في الجزء التاسع عشر ص35 من هذا (الفتح).
قال - رحمه الله تعالى -: باب ما جاء في بر الوالدين وحقوقهما والترغيب في ذلك:
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحب أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه وليصل رحمه)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه)) وقد مر قريبًا.