((المتكبرون)) والمتشدقون هم الذين يتكلمون بملء أفواههم، ويتصنعون القول تصنع مع التعاظم به، والتعالي على الناس فيرجع إلى دافع الكبر.

ومن هذا الحديث نلاحظ أن أبغض المؤمنين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبعدهم منه مجلسًا يوم القيامة هم المتكبرون.

وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى: ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري؛ فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار)) فالعقوبة الأخروية المقررة لمن ينازع الله -تبارك وتعالى- في صفتيه الكبرياء والعظمة أن يقذف في النار، وثبت في حديث مسلم وقد رويناه سابقًا ((وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)).

والمتواضعون أيها الإخوة هينون لينون، فالمتواضع لله هين لين لذلك جاء وصف المؤمنين ووصف المؤمن؛ روى الترمذي مرسلًا عن مكحول قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استنخ)) هين لين ليس فيه كبر ولا استعلاء، وإنما هو الجمل الذي يسهل انقياده وإن أنيخ استناخ.

وروى الترمذي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يحشر المتكبرون أمثال الذر يوم القيامة في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال)) إذلالًا لهم يأتون كالذر لا قيمة لهم، والذل عليهم يأتيهم من كل مكان، ويساقون سوقًا إلى سجن في جهنم أعد لهم تعلوهم النار، نار فوق نار فوق نار، ويسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال.

وروى الترمذي، عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الرجل يذهب بنفسه -أي تعالى بنفسه- ويظن في نفسه أنه جنس آخر حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015