وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((احتجت الجنة والنار -يعني فيه محاورة بين الجنة والنار كل منهما يحكي ما سيكون فيه- فقالت النار: فيَّ الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: فيَّ ضعفاء الناس ومساكينهم، فقضى الله بينهما؛ إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء، ولكليكما علي ملؤها)) هذا الحديث يبين أن أهل الجنة من الضعفاء والمتواضعون والمساكين، أما أهل النار فهم الجبارون المتكبرون على خلق الله.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا)) أي تكبرًا وتعاليا، الذي يجر إزاره في الأرض؛ الذي يسبله ويجره في الأرض تكبرًا على عباد الله الناس لا يجدون ما يسترون به عوراتهم وهو يجر ثيابه في الأرض جرًّا، هذا لا ينظر الله يوم القيامة إليه، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا)) حديث متفق عليه.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم؛ شيخ زان -يعني رجل كبير ويزني- وملك كذاب، وعائل مستكبر)) فقير ويستكبر على عباد الله، فالعائل هو الفقير؛ هذا العائل يستكبر على خلق الله هذا العائل المستكبر لا ينظر الله -سبحانه وتعالى- إليه يوم القيامة هو والملك الكذاب -أي زعيم القوم عندما يكذب على قومه- لأنه ليس في حاجة إلى الكذب، وكذلك الشيخ الزاني؛ لأنه في غنى عن ذلك، هؤلاء لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا يكلمهم، ولهم عذاب أليم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((العز إزاري، والكبرياء ردائي؛ فمن ينازعني عذبته)) رواه مسلم، الحديث برواية أخرى؛ ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري؛ فمن نازعني فيهما أدخلته النار ولا أبالي)).