وعن أنس -رضي الله عنه- أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعله. حديث متفق عليه؛ أي كان -صلى الله عليه وسلم- من تواضعه الجم يسلم حتى على الصبيان في الطرقات.
وعن أنس أيضًا -رضي الله عنه- قال: إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة -يريد المرأة- لتأخذ بيد النبي -صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت. رواه البخاري؛ أن يمشي مع الأمة التي تريد أن يمشي معها ليقضي لها حاجتها.
وعن الأسود بن يزيد -رضي الله عنه- قال: سئلت عائشة -رضي الله عنها- ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته قالت: كان يكون في مهنة أهله -يعني خدمت أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رواه البخاري.
وعن أبي رفاعة تميم بن أسيد -رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه، فأقبل علي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وترك خطبته حتى انتهى إلي فأوتي بكرسي فقعد عليه، وجعل يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتم آخرها. هذا هو تواضعه -صلى الله عليه وسلم- يقطع الخطبة ليجلس بجوار رجل يعلمه أمور دينه، ثم بعد ذلك يعود لإكمال خطبته -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح رواه الإمام مسلم في (صحيحه).
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث، قال: وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى)) يذهب الأذى عنها ينفضها من الأذى والتراب، ثم بعد ذلك يأكلها، هذا من باب التواضع يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((إذا سقطت لقمة أحدكم -يعني وقعت منه على الأرض- فليمط -أي فليزل عنها الأذى- وليأكلها ولا يدعها للشيطان)) وأمر أن نسلت القصعة يعني نأكل من القصعة حتى آخرها؛ قال: ((فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة)) رواه