ولعب، وقد نبه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصادر هذه البدع المنكر ة، وحذر من الانقياد إلى تيارها، ومسك المسلمين - أي دعا المسلمين - إلى الاستمساك بآيات كتابهم وبسنة سلفهم؛ قال - عليه الصلاة والسلام -: ((يكون في آخر أمتي أناس دجالون كذابون يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم؛ فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم)).
والإسلام يوصي بأن تغرس فضيلة الصدق في نفوس الأطفال حتى يشبوا عليها وقد ألفوها في أقوالهم وأحوالهم كلها؛ فعن عبد الله بن عامر قال: دعتني أمي يومي يومًا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في بيتنا، فقالت: تعال أعطك، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما أردت أن تعطيه؟)) قالت: أردت أن أعطيه تمرة، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أما إ نك لو لم تعطه شيئًا كتبت عليك كذبة)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه فهي كذبة)).
فانظر كيف يعلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأمهات والآباء أن ينشئوا أولادهم تنشئة يقدسون فيها الصدق ويتنزهون عن الكذب، ولو أنه تجاوز عن هذه الأمور وحسبها من التوافه الهينة لخشي أن يكبر الأطفال وهم يعتبرون الكذب ذنبًا صغيرًا وهو عند الله عظيم.
وقد بشت الصرامة في تحري الحق ورعاية الصدق حتى تناولت الشئون المنزلية الصغيرة، عن أسماء بنت يزيد قالت: يا رسول الله قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه يعد ذلك كذبًا، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن الكذب يكتب كذبًا حتى تكتب الكذيبة كذيبة)) وقد مر الحديث قريبًا.
وقد أحصى الشارع مزالق الكذب وأوضح سوء عقباها حتى لا يبقى لأحد منفذ إلى الشرود عن الحقيقة، أو الاستهانة بتقريرها؛ فالمرء قد يستسهل الكذب حين