الترهيب من الكذب في كتاب: آفات اللسان؛ الكثير والكثير من هذه الأحاديث، ولقد كتب الشيخ الغزالي - رحمه الله تعالى - كلامًا طيبًا في الصدق والدعوة إليه.

كما كتب في الكذب والتحذير منه في كتابه العظيم النفع (خلق المسلم) كتب يقول: الصدق إن الله خلق السماوات والأرض بالحق، وطلب إلى الناس أن يبنوا حياتهم على الحق؛ فلا يقولوا إلا حق ًّ اولا يعملوا إلا حق ًّ ا، وحيرة البشر وشقوتهم ترجع إلى ذهول هم عن هذا الأصل الواضح، وإلى تسلط أكاذيب وأوهام على أنفسهم وأفكارهم أبعدتهم عن الصراط المستقيم، وشردت بهم عن الحقائق التي لا بد من التزامها؛ ومن هنا كان الاستمساك بالصدق في كل شأن، وتحريه في كل قضية، والمصير إليه في كل حكم؛ دعاية ركينة في خلق المسلم، وصبغة ثابتة في سلوكه، وكذلك كان بناء المجتمع في الإسلام قائمًا على محاربة الظنون ونبذ الإشاعات واطراح الريب والشك؛ فإن الحقائق الراسخة وحدها هي التي يجب أن تظهر وتغلب، وأن تعتمد في إقرار العلاقات المختلفة؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)) وقال: ((دع ما يريبك إلا ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)).

وقد نعى القرآن على أقوام جريهم وراء الظنون التي ملأت عقولهم بالخرافات وأفسدت حاضرهم ومستقبلهم بالأكاذيب؛ فقال تعالى: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى} (النجم: من الآية: 23) وقال تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا} (النجم: 28).

والإسلام لاحترامه الشديد للحق طرد الكاذبين وشدد عليهم بالنكير؛ عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت: ما كان خلق أبغض إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب، ما اطلع على أحد من ذلك فيخرج من قلبه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة، وفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015