وقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * لِيُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ} (النحل: 38، 39) فالكافر كاذب؛ لأنه أنكر حقيقة وجود الله - سبحانه وتعالى.
وقال تعالى: {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ * وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (يوسف: 16 - 18) هذه الآية بينت أن الكذب يكون في القول ويكون في العمل أيضًا.
والأحاديث في التحذير من الكذب وبيان قبحه وخبثه كثيرة؛ منها: ما رواه الإمام أحمد بسنده في (مسنده) عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إياكم والكذب)) ومعنى كلمة ((إياكم))؛ أي أحذركم أحذركم الكذب لماذا يا رسول الله؟ بين -صلى الله عليه وسلم- العلة؛ فقال: ((فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار)) لأن الفجور هو الخروج عن الطاعة، ثم بين - عليه الصلاة والسلام - أن الرجل الذي يكذب ويتعود الكذب يكتب كذابًا عند الله - سبحانه وتعالى - فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله -عز وجل- كذابًا)).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما كان خلق أبغض إلى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكذب ة فما يزال في نفسه عليه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة؛ يعني إذا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجل كذبًا نفس النبي -صلى الله عليه وسلم- تتغير على ذلك الرجل حتى يتوب ذلك الرجل عن الكذب ويعود إلى الصدق.