ونبي الله عيسى - عليه السلام - صديق ومصدق لما بين يديه من (التوراة) و (الإنجيل)، ومبشر برسول يأتي من بعده هو نبينا -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} (الصف: 6).
ومريم - عليها السلام - أم سيدنا عيسى وصفها الحق كما قلت سابقًا بأنها صديقة.
فالصدق في القول والعمل خلق نبيل جاءت به كل الشرائع، واتصف به جميع الرسل، وأكد عليه الإسلام ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم.
وإليكم ما جاء من أحاديث في فضل الصدق في (رياض الصالحين) للإمام النووي حيث ذكر أحاديث هامة في الصدق وفضله:
الحديث الأول: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة ... )) الحديث.
الحديث الثاني: عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - قال: حفظت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة)) رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح.
قوله: ((يريبك)) هو بفتح الياء وضمها ي ُ ريبك وي َ ريبك ومعناه اترك ما تشك في حله، واعدل إلى ما لا شك فيه.
الحديث الثالث: عن أبي سفيان صخر بن حرب -رضي الله عنه- في حديثه الطويل من قصة هرقل؛ قال هرقل: فماذا يأمركم - يعني النبي -؟ قال أبو سفيان: قلت يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئًا، وتركوا ما يقوله آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.