تحت باب الصبر في الأذى: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس أحد، أو ليس شيء أصبر على أذًى سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدًا، وإنه ليُعافيهم ويرزقهم))، الحق -سبحانه وتعالى- يدَّعي بعضُ الناس أن له ولدًا، ومع ذلك يرزقهم ويعافيهم من البلاء والأمراض، هل هناك صبر بعد ذلك.
ثم جاء باب: الحذر من الغضب: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)) يعني: ليس الشديد هو الذي يصرع الناس ويغلبهم، وإنما الشديد في الحق، الشديد حقًّا هو الذي يملك نفسه عند الغضب، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضًا أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم: ((أوصني. قال: لا تغضب. فردَّد مرارًا. قال: لا تغضب)).
ثم بعد ذلك جاء باب الحياء: والحياء خلق كريم لا يأتي إلا بخير، قال ذلك المصطفى -صلى الله عليه وسلم. فتحت عنوان باب الحياء روى البخاري بسنده عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ((الحياء لا يأتي إلا بخير)).
الباب الذي بعد ذلك: باب إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت: عن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) يعني: هذا خلق كريم دعت إليه كل الشرائع السماوية أي: الحياء.
وبعد أن انتهينا مما جاء في (مختصر صحيح الإمام البخاري) في كتاب الأدب من الأخلاق الكريمة الفاضلة، والآداب الحسنة التي دعا إليها الإسلام، نذكر ما جاء في كتاب الآداب في (صحيح مسلم) في باب الاستئذان، وما يتعلق به من آداب، فتحت عنوان باب الاستئذان روى الإمام مسلم بسنده، عن بُسر بن سعيد، قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: "كنت جالسًا بالمدينة في مجلس الأنصار،