بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث عشر
(الحياء من الإيمان)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
إن الأخلاق في الإسلام لها منزلة رفيعة عالية، وأكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، والأدب الحسن الرفيع، والخلق الكريم هو أفضل ما يُربّي الوالد ولده عليه، وأحلى، وأحسن، وأجمل ما يُعطي الوالد ولده الأدب الحسن قال -صلى الله عليه وسلم: ((ما نحل -أي: ما أعطى- والد ولده أفضل من أدب حسن)). والآداب الإسلامية كثيرة جمعت منها كُتب السنة الكثير والكثير، وسنذكر بعضها من (مختصر صحيح الإمام البخاري) و (صحيح الإمام مسلم) -رحمهما الله تعالى.
ففي كتاب الأدب للإمام البخاري نماذج عديدة من الأخلاق الحميدة التي دعا إليها الإسلام على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منها: أحق الناس بالصحبة، وعدم السب، والشتم، وعدم التسبّب في شتم الوالدين، والدعوة إلى صلة الرحم، والرحمة بعباد الله، إلى آخر هذه الموضوعات الموجودة بكتاب (الأدب) للإمام البخاري.
واخترنا من (صحيح الإمام مسلم) الأحاديث المتعلقة بالاستئذان وآداب الاستئذان، ولنبدأ بما جاء في (صحيح الإمام البخاري في المختصر) تحت عنوان كتاب الأدب جاءت عدة أبواب في الآداب والأخلاق الإسلامية.
الباب الأول: من أحق الناس بحسن الصحبة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أمك. قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوك)).