بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثاني

(تابع: إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال)

تتمة الحديث عن إخلاص النية لله تعالى في سائر الأعمال

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

تناولنا بعض الأحاديث المتعلقة بإخلاص النية لله تعالى، وقلنا: إن المدار كله في الإسلام قائم على إخلاص النية لله تعالى، وها نحن نكمل ما بدأناه:

فإن النية عندما تكون خالصة لله تعالى تكون سببًا في نجاة العبد من المهالك؛ فالذي يعمل، ولا يقصد إلا وجه الله ينجيه الحق -سبحانه وتعالى- ويجعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وها هم ثلاثة نفر انطلقوا فألجأهم الليل إلى مبيت في غار في جبل؛ فلما دخلوا الغار سقطت صخرة على باب الغار، أو على فم الغار فأغلقته، والصخرة كبيرة، وتيقن أولئك النفر أنهم هالكون، كيف يزحزحون الصخرة الكبيرة عن فم الغار وهم في داخل الغار؟ وفكروا في الأمر.

وأخيرًا هداهم الله تعالى إلى أنهم لن ينجيهم مما هم فيه إلا اللجوء إلى الله وحده، والدعاء إليه، والتضرع بخالص الأعمال، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((انطلق ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم حتى أواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل، فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا والغبوق هو الشرب بالعشي يقول: فنأى بي طلب الشجر فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لها غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا فلبثت، والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، والصبية يتضاغون، أي يبكون من الجوع عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما، يقول اللهم: إن كنت فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك؛ ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج منه، وقال الآخر اللهم: إنه كانت لي ابنة عم كانت أحبَّ الناس إلي)).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015