عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثلاث من كنَّ فيه استوجب الثواب واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس، وورعٌ يحجزه عن محارم الله، وحلم يردّ به جهل الجاهل)) رواه البزار، وفيه من لم أعرفه.
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى ناجى موسى بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام وصايا كلها، فلما سمع موسى كلام الآدميين مَقَتهم، مما وقع في مسامعه من كلام الرب، وكان فيما ناجاه أن قال: يا موسى، لم يتصنَّع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرَّب المتقرِّبون بمثل الورع عمَّا حرمت عليهم، ولا تعبَّدني العابدون بمثل البكاء من خيفتي، فقال موسى: يا إله البرية كلها، ويا مالك يوم الدين، يا ذا الجلال والإكرام، فماذا أعددت لهم، وماذا جزيتهم؟ قال: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا، فإنهم أبحتهم جنتي يتبوَّءون حيث يشاءون، وأما الورع عما حرمت عليهم، فإنه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة إلا نقشته وفتشته عما كان في يديه إلا ما كان من الورعين، فإني استهيبهم وأُجلّهم، وأدخلهم الجنة بغير حساب، وأما البكائون من خيفتي؛ فلهم الرفيق الأعلى لا يُشَاركون فيه)).
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما أعجب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيء من الدنيا أعجبه فيها إلا ورع"، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة، ارضَ بما قسم الله لك تكن غنيًّا، وكن ورعًا تكن أعبد الناس، وأحب للناس ما تُحب لنفسك تكن مؤمنًا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلمًا، وإيَّاك وكثرة الضحك، فإنه يُميت القلب، والقهقهة من الشيطان، والتبسم من الله -عز وجل)) رواه الترمذي وابن ماجه، خلا من قوله: ((والقهقهة)).