ويقتل الدجال، ثم يمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يموت، ويُصلى عليه ويُدفن، ثم تهبّ ريحٌ تقبض أرواح المؤمنين جميعًا فلا يبقى بعد ذلك إلا شرار الناس، فلا يكون بعد الكمال إلا الفناء والزوال.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا مقسطًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيه ا))، ثم قال أبو هريرة -رضي الله عنه: "اقرءوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (النساء: 159) أي: ما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمننَّ بعيسى -عليه السلام- قبل موت عيسى حين ينزل إلى الأرض قبل قيام الساعة".
وعن عروة بن مسعود الثقفي -رضي الله عنه- قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ((يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين)) قال: لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا، يعني: الراوي الذي قال: لا أدري.
((فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة من قِبل الشام؛ فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته؛ حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس في خِفَّة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دارٌّ رزقهم -رزق كثير- حسن عيشهم، ثم يُنفخ في الصور فيُصعق الناس جميعًا، ثم يُنزل الله مطرًا كأنه الطلّ، فتنبت منه أجساد الناس، ثم يُنفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها