تعالى؛ لأن الحق -سبحانه وتعالى- لا يقبل من الأعمال إلا ما أُريد به وجهه؛ إذ جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن رب العزة أنه قال: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ فمن عمل عملًا، وأشرك فيه معي غيري تركته وشريكه)) رواه الإمام مسلم في (صحيحه).
إن الله -سبحانه وتعالى- لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه رواه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ((إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم)) وأخرجه أيضًا بلفظ: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم)) وأخرجه أيضًا بلفظ: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)).
علق عليه الشيخ شعيب الأرناءوط محقق (رياض الصالحين) بقوله: وهذا الحديث يدل على أن الإنسان محاسب، ومسئول عن نيتِهِ وعمله؛ فينبغي أن تكون نيتُهُ خالصةً لوجه الله تعالى، وعمله وفق ما جاء عن الله تعالى، وصح عن رسوله -صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا لكي يقبل الله تعالى العمل يشترط فيه أن يكون عملًا صالحًا ومفيدًا وطيبًا، ويكون وفق ما جاء به الشرع الكريم، وأن يؤدى بالكيفية التي شرعها الله ورسوله، وأن يراد به وجه الله تعالى؛ إذا سقط ركن أو شرط من هذه الأركان أو هذه الشروط؛ رد العمل ولا يقبله الله تعالى.
وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنهما- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة، أي: غزوة. فقال: ((إن بالمدينة لرجالًا ما سرْتُم مسيرًا، ولا قطعتم، واديًا إلا كانوا معكم حبسهم المرض)) وفي رواية: ((إلًّا شركوكم في الأجر)) رواه مسلم، برقم 1911 ورواه البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: رجعنا من غزوة تبوك