وأكد سبحانه ذلك عليهم بقوله (?) (ونجيناه من القرية التي كانت تعمل
الخبائث) .
ثم أكد سبحانه عليهم الذم بوصفين في غاية القبح فقال (?) (إنهم كانوا قوم
سوء فاسقين) .
وسماهم مفسدين في قول نبيهم (?) (ربّ انصرني على القوم المفسدين) .
وسماهم ظالمين في قول الملائكة لإبراهيم (?) (إنا مهلكو أهل هذه القرية، إن
أهلها كانوا ظالمين) .
فتأمل من عوقب بمثل هذه العقوبات ومن ذمه الله بمثل هذه المذمات.
ولما جادل خليله إبراهيم الملائكة، وقد أخبروه بإهلاكهم قيل له (?) (يا إبراهيم
أعرض عن هذا أنه قد جاء أمر ربك، وإنهم آتيهم عذاب غير مرود) .
وتأمل خبث اللوطية، وفرط تمردهم على الله حيث جاءوا نبيهم لوطاً لما سمعوا
بأنه قد طرقه أضيافه، هم من أحسن، البشر صوراً، فأقبل اللوطية عليه يهرولون،
فلما رآهم قال لهم (?) (يا قوم هؤلاء بناتي هنّ أطهر لكم) ففدى أضيافه ببناته
يزوجهم بهن خوفا على نفسه وأضيافه من العار الشديد فقال (?) (يا قوم هؤلاء
بناتي هنّ أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد.
فردوا عليه ولكن رد جبار عنيد (?) (لقد علمت ما لنا في بناتك من حق،