ثم زاد في التأكيد بأن صرح بما تشمئز منه القلوب وتنبو عنه الأسماع وتنفر منه الطباع أشد نفرة وهو إتيان الرجل رجلاً مثله ينكحه كما ينكح الأنثى فقال (?)
(أئنكم لتأتون الرجال) .
ثم نبه عن استغنائهم عن ذلك وأن الحامل لهم عليه ليس إلا مجرد الشهوة لا الحاجة التي لأجلها مال الذكر إلى الأنثى، من قضاء الوطر ولذة الاستمتاع،
وحصول المودة والرحمة التي تنسى المرأة لها أبويها وتذكر بعلها، وحصول النسل
الذي هو حفظ هذا النوع الذي هو أشرف المخلوقات وتحصين المرأة وقضاء
وطرها، وحصول علاقة المصاهرة التي هي أخت النسب، وقيام الرجال على النساء
وخروج أحب الخلق إلى الله من جماعهن كالأنبياء والأولياء والمؤمنين ومكاثرة
النبي صلى الله عليه وسلم الأنبياء بأمته.
الى غير ذلك من مصالح النكاح.
والمفسدة التي في اللواط تقاوم ذلك كله، وتربي عليه بما. لا يمكن حصر فساده
ولا يعلم تفصيله إلا الله.
ثم أكد قبح ذلك بأن اللوطية عكسوا فطرة الله التي فطر الله عليها الرجال،
وقلبوا الطبيعة التي ركبها الله في الذكور، وهي شهوة النساء دون الذكور، فقلبوا
الأمر وعكسوا الفطرة والطبيعة فأتوا الرجال شهوة من دون النساء، ولهذا قلب الله
سبحانه ديارهم عليهم، فجعل عاليها سافلها وكذلك قلوبهم ونكسوا في العذاب
على رؤوسهم.
ثم أكد سبحانه بأن حكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد فقال (?) (بل أنتم
قوم مسرفون) .
فتأمل هل جاء مثل ذلك أو قريب منه في الزنى.