........... وإنّما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

(?) وقالوا نشدتك الله إلا فعلت، فإذا جازت في هذه الأشياء (?) أن تجري مجرى النفي فكذلك ما ذكرناه.

ومن جعل (غَيْرِ) استثناء لم يمتنع على قوله دخول لا بعد الحرف العاطف، كما لم يمتنع في قولهم: أنت غير القاعد ولا القائم (?). وذلك أن الاستثناء يشبه النفي، ألا ترى أن قولك:

جاءني القوم إلا زيدا بمنزلة قولك. جاءني القوم لا زيد.

فيجوز أن تدخل لا حملا على المعنى، ويجوز أن تجعلها زيادة (?) في هذا الوجه، كما تجعلها زيادة (?) في قوله: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ [فاطر/ 22].

وإذا جاز دخول «لا» مع الاستثناء من هذين (?) الوجهين، فلا وجه لقول من أنكره. وكذلك يجوز زيادة «لا» في قول من جعلها حالا أو صفة أو بدلا.

وقد دخلت «لا» زائدة في مواضع كثيرة في التنزيل وغيره. فمن ذلك قوله تعالى (?): لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ [الحديد/ 29].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015