قوله تعالى: جُذاذاً (?). يقرأ بضم الجيم وكسرها. فمن ضمّ أراد به: معنى حطام ورفات، ولا يثنى في هذا ولا يجمع. والحجة لمن كسر: أنه أراد: جمع (جذيذ) بمعنى: مجذوذ كقولهم: (خفيف) و (خفاف).
قوله تعالى: أُفٍّ لَكُمْ (?) مذكور في بني إسرائيل (?).
قوله تعالى: لِتُحْصِنَكُمْ (?)، يقرأ بالتاء، والياء، والنون. فالحجة لمن قرأه بالتاء:
أنه ردّه على (الصنعة) و (اللّبوس) (?) لأن اللبوس: الدرع وهي مؤنثة. والحجة لمن قرأه بالياء: أنه ردّه على لفظ (اللبوس) لا على معناه. والحجة لمن قرأه بالنون: أنه أخبر به عن الله عز وجل، لأنه هو المحصّن لا الدّرع.
قوله تعالى: وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (?)، إجماع القرّاء على إثبات النونين الأولى علامة الاستقبال، والثانية فاء الفعل إلّا ما قرأه (عاصم) بنون واحدة مضمومة، وتشديد الجيم. فالحجة لمن قرأه بنونين وإن كان في الخط بنون واحدة: أنّ النون تخفى عند الجيم فلما خفيت لفظا، سقطت خطّا، ودل نصب المؤمنين على أن في الفعل فاعلا هو: الله عز وجل.
و (لعاصم) في قراءته وجه في النحو: لأنه جعل (نجّي) فعل ما لم يسم فاعله، وأرسل الياء بغير حركة، لأن الحركة لا تدخل عليها في الرفع، وهي ساقطة في الجزم إذا دخلت في المضارع، وأضمر مكان المفعول الأول المصدر لدلالة الفعل عليه. ومنه قولهم:
من كذب كان شرا له، يريدون: كان الكذب. فلما دلّ (كذب) عليه حذف، فكأنه قال: وكذلك نجّي النّجاء المؤمنين. وأنشد شاهدا لذلك:
ولو ولدت قفيرة جرو كلب ... لسبّ بذلك الجرو الكلابا