وكتاب إعراب ثلاثين سورة الذي نشرته دار الكتب عام 1941 م اعتمدت فيه على النسخة التي ضمتها مكتبة الشنقيطي رقم 7 تفسير دار الكتب، وقد تمت كتابة هذه النسخة في العشر الأولى من شعبان الذي هو من شهور سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، وملك بمدينة صنعاء المحروسة. (?)

وذلك يؤكد أن كتاب الحجة أقدم كتاب في مجال النسخ من الكتب الأخرى التي وصلت إلينا أمثال: كتاب القراءات، وإعراب ثلاثين سورة.

نعم، إن الكتاب نسخة فريدة احتفظت بها مكتبة طلعت رقم 134 قراءات. وقد أشار إليها (بروكلمان) في كتابه: تاريخ الأدب العربي (?)، وقد حاولت العثور على نسخة أخرى لأقابلها بها حتى يتيسّر التحقيق، وينكشف الغموض، ولكن لم يتيسّر لي ذلك على الرغم من اطلاعي على فهارس المكتبات العربية والإفرنجية، لهذا كانت هذه النسخة هي عمدتي في التحقيق، وقد يسرت لي مصاعبها واستقام نصّها، بفضل الله وعونه، وإلهامه وتوفيقه. هذا، وانفراد الحجة بنسخة واحدة في مكتبات العالم لا يغض من قدره، ولا ينزل من مكانته، فتراثنا العربي ذهب معظمه بسبب الأحداث الجسام، والفتن التي حلت بالعالم الإسلامي والعربي في العصور المختلفة.

ولا أدل على ذلك من هذه العبارة التي ذيلت بها الصفحة الأخيرة من الحجة، وهي:

«قوبل وصحح بأصله المكتوب منه» ولكن أين ذهب هذا الأصل؟.

أقول: ذهب هذا الأصل، لأن ظاهرة ضياع الكتب وفقدها ليست غريبة على تراثنا العربي، فهذا هو أبو علي الفارسي ذكر «أن بعض إخوانه سأله بفارس إملاء شيء من ذلك فأملي عليه صدرا كبيرا، وتقصّى القول فيه، وأنه هلك في جملة ما فقده، وأصيب من كتبه.

قال عثمان بن جنّى: وإن وجدت نسخة، وأمكن الوقت عملت بإذن الله كتابا أذكر فيه جميع المعتلات في كلام العرب. (?) ولم يكتف ابن جنى بما حدّث عن شيخه عن ضياع كتابه الذي أملاه بفارس، بل بين في وضوح أكثر «أنه وقع حريق بمدينة (السلام)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015