الحنفية والرأي الثاني للشافعية والمفتي به عند المالكية, قالوا: جميع بدن المرأة الحرة عورة إلا الوجه والكفين فيباح للمرأة كشف وجهها وكفيها في الطرقات, وأمام الرجال الأجانب, ولكنهم قيّدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة, أما إذا كان كشف الوجه واليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي أو لما فيهما من الزينة وأنواع الحلي؛ فإنه يجب عليها سترهما ويصيران عورة كبقية أعضاء جسدها, وذلك من باب سد الذرائع ... )) (?)
لم يتجاوز أهل العلم عند استعراضهم المذاهب الفقهية في أمر حدود ما يباح كشفه, الوجه والكفين والقدمين, فدلّ ذلك بذاته على إجماعهم على حرمة كشف ما عدا ما سبق.
في زمن (إفراغ) المسلم من ماهيّته, وتسطيح وعيه, وحجزه عن الانحياز إلى دينه وحضارته, بفعل التعليم الملحد (?) عن صراط الحقّ, والإعلام المجيّر لخدمة العالمانيين والإباحيين, ورفع النماذج الفاسدة والتائهة لتكون قدوات تشرئبّ لها أعناق النائشة ويحتذى (بهديها!) .. في هذا السياق العقدي والثقافي, أوجد المناوئون للإسلام منفذًا إلى عقول شباب الإسلام, وتخلّلوا من خلال هذه الثغرة المعرفيّة في بنائهم العلمي ليصرفوهم عن دينهم الذي هو لبّ وجودهم وجوهر كيانهم..
ولمّا كانت العالمانية في تضاد دائم مع الإسلام, فقد وجد المنصّرون بذلك جوًا مهيّأ وسعة ويسرًا لمشاركة (إخوانهم) العالمانيين في السعي لزعزعة الثوابت الشرعيّة والحقائق الإيمانيّة الإسلامية, رغم اختلاف مشاربهم وتباعد مذاهبهم..
وبدأت القنوات الفضائيّة اليوم في خدمة هذا (المشروع) والترويج له؛ فهي تجمع في برامجها (التوجيهيّة!) إلى جانب العالماني الذي يحاول أن يخفي جحده لمبدأ الوحي المنزّل -بدعوى الفهم العصري للإسلام-, المنصِّرَ صاحب الأسفار المحرّفة والأفكار المعطّلة.. كلّ يشتكي في لوعة موجوعة حزينة من (أسلمة المجتمع) و (أصوليّة المجتمع) و (تحجّر المجتمع) .. وغير ذلك