والله عز وجل أمرنا باتخاذ الشيطان عدوًّا بعد أن أخبرنا بعداوته لنا فقال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} فلابد من بغضه في القلب ومعاداته عبودية لله، ويتبع ذلك بغض كل ما يأمر به وهو لا يأمر إلا بما يستحق أن يبغض حتى ولو لم يأمر به لأنه في نفسه بغيض. كذلك فقد أخبرنا ربنا بعداوته له. والعاصي أطاع الشيطان في أمره فيبغض لأجل هذا النصيب الذي أطاعه فيه.
كذلك فإنه لابد من المعرفة بحقيقة المحبة، وأنها موافقة الحبيب. ومعلوم أنه حتى في المحبة الباطلة بين الناس لابد من ذلك يعني الموافقة، ولذلك فإن الإنسان إذا رأى من يدعي محبته يوالي عدوه عرف أن محبته كاذبة، هذا يعرفه كل أحد.
قال ابن القيم رحمه الله:
أتحب أعداء الحبيب وتدّعي ... حبًّا له ما ذاك في الإمكان