وهذا مما يدل على صدقها وسلامتها من الشوائب .. ولقد كثر في وقتنا المدَّعون للمحبة في الله.
والناس لا يعطون بدعواهم فحتى لا تخدع وتغتر انظر في حبهم في الله، فإن كان كالثمرة والنتيجة للبغض فيه فنعم، وإلا فهو دعوى لا يغتر بها بصير بدينه لكنها تروج على العميان؛ لأنه لا ولاء إلا ببراء .. وتأمل كلمة التوحيد فالنفي فيها قبل الإثبات وهو متضمن للبغض والمعاداة .. فإياك أن تصدق من ادعى المحبة في الله وهو لا يبغض فيه، فملة إبراهيم لا تقوم على ساق واحدة ولا تنظر بعين واحدة.
وإذا أردت أن تعرف حقيقة ذلك فانظر في الأصل وهو أن الأمر بالمعاصي والكفر هو الشيطان، والإنسان العاصي أطاع أمره فصار فيه من موالاته بحسبه، فإن كان كافراً فموالاته للشيطان كاملة، وإن كان عاصياً فبقدر معصيته تكون موالاته له.