تَرْكَبُهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
حِكَايَةٌ: " رَأَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دِرْعَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُبَاعُ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ لَيْلَةَ عُرْسِهِ عَلَى فاطمة، فَقَالَ عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا دِرْعُ فَارِسِ الْإِسْلَامِ لَا يُبَاعُ أَبَدًا فَدَفَعَ لِغُلَامِ علي أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَقْسَمَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُخْبِرَهُ بِذَلِكَ وَرَدَّ الدِّرْعَ مَعَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ عثمان وَجَدَ فِي دَارِهِ أَرْبَعَمِائَةِ كِيسٍ فِي كُلِّ كِيسٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ مَكْتُوبٌ عَلَى كُلِّ دِرْهَمٍ هَذَا ضَرْبُ الرَّحْمَنِ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكَ يَا عثمان ".
وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ غَرِيبٍ ضَحِكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا نَظَرَ الْغَرِيبُ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَعَنْ أَمَامِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَلَمْ يَرَ أَحَدًا يَعْرِفُهُ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَنْظُرُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْغَرِيبِ أَلْفَ نَظْرَةٍ» . وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «مَا مِنْ غَرِيبٍ يَمْرَضُ فَيَرَى بِبَصَرِهِ فَلَا يَقَعُ عَلَى مَنْ يَعْرِفُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ نَفَسٍ يَتَنَفَّسُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَمَحَا عَنْهُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ» . وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " «أَكْرِمُوا الْغُرَبَاءَ فَإِنَّ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا وَأَنَّهُ يُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا لِيَقُمِ الْغُرَبَاءُ فَيَقُومُونَ يَسْتَبِقُونَ إِلَى اللَّهِ، أَلَا مَنْ أَكْرَمَهُمْ فَقَدْ أَكْرَمَنِي، وَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَكْرَمَ غَرِيبًا فِي غُرْبَتِهِ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» .
وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ «: " أَلَا لَا غُرْبَةَ عَلَى مُؤْمِنٍ، وَمَا مَاتَ مُؤْمِنٌ فِي غُرْبَةٍ غَابَ عَنْهُ بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ» .
وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «قَالَ ارْحَمُوا الْيَتَامَى، وَأَكْرِمُوا الْغُرَبَاءَ، فَإِنِّي كُنْتُ فِي الصِّغَرِ يَتِيمًا وَفِي الْكِبَرِ غَرِيبًا ".
» وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَنْ آذَى جَارَهُ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ، وَمَنْ حَارَبَ جَارَهُ فَقَدْ حَارَبَنِي، وَمَنْ حَارَبَنِي فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ ".
» وَعَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: «مَسْأَلَةُ النَّاسِ مِنَ الْفَوَاحِشِ، مَا أُحِلَّ مِنَ الْفَوَاحِشِ غَيْرُهَا ".»
«وَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا يَقُولُ: " اللَّهُمَّ لَا تُحْوِجْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الَّذِينَ إِذَا أَعْطَوْا مَنُّوا، وَإِذَا مَنَعُوا عَابُوا» .
فَائِدَةٌ: أَصَابَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَاجَةٌ فَذَهَبَ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ لِيَسْتَقْرِضَ مِنْهُ شَيْئًا، فَلَمْ يُقْرِضْهُ فَرَجَعَ مَهْمُومًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَوْ سَأَلْتَنِي لَأَعْطَيْتُكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ عَرَفْتُ مَقْتَكَ لِلدُّنْيَا فَخَشِيتُ أَنْ أَسْأَلَكَ إِيَّاهَا فَتَمْقُتُنِي، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ لَيْسَتِ الْحَاجَةُ مِنَ الدُّنْيَا.
حِكَايَةٌ: قَالَ النسفي فِي زَهْرَةِ الرِّيَاضِ: لَمَّا تَوَلَّى سُلَيْمَانُ الْمُلْكَ جَاءَهُ جَمِيعُ الْحَيَوَانَاتِ يُهَنِّئُونَهُ إِلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً، فَإِنَّهَا جَاءَتْ تُعَزِّيهِ فَعَاتَبَهَا النَّمْلُ فِي ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَيْفَ أُهَنِّئُهُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا زَوَى عَنْهُ الدُّنْيَا، وَحَبَّبَ إِلَيْهِ الْآخِرَةَ، وَقَدْ شُغِلَ سُلَيْمَانُ بِأَمْرٍ لَا