من كتاب حنين فِي تَدْبِير من غلب عَلَيْهِ اليبس: جالينوس فِي كتاب الذبول قَالَ: لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء أَصْحَاب الدق من سَبِيل.
أغلوقن: الأَصْل فِي رد المزاج من الْقلب الْحَار تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وللدماغ بالأضمدة المبردة وللمعدة والكبد الحارتين من الأغذية والأضمدة.
وَقَالَ: إِن جملَة مزاج الْبدن يتبع مزاج الْأَعْضَاء الرئيسية وَيجب أَلا يكون فِي مَاء الآبزن وَلَا فِي هَوَاء الْحمام يحس حرارته أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا يبلغ برده إِلَى أَن يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ.
وَاسْتعْمل الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَثَلَاث مَرَّات والمروخ بعد الآبزن بدهن البنفسج واليلوفر وَمن كَانَت مِنْهُم الْحَرَارَة أغلب عَلَيْهِ فعصب فِي الآبزن بعد دُخُوله فِيهِ ماءا بَارِدًا قَلِيلا حَتَّى يحس فِيهِ بِبرد يسير لَا يُؤْذِيه وَيصب على رَأسه مَاء أبرد من مَاء الآبزن وَإِذا خرج من الآبزن فَاتبع ذَلِك بِوَضْع الأضمدة الْبَارِدَة على الدِّمَاغ والصدر والكبد وَيكون مَعَ ذَلِك طيبَة الرّيح بَارِدَة بِالْفِعْلِ.
وَمَتى كَانَ الْبرد على هَؤُلَاءِ فليتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة القوية من المبردات وَألا يدنى إِلَيْهِم مَا يبرد بِالْفِعْلِ بردا تكْثر مِنْهُم جُلُودهمْ وتقشعر فتمتنع من نُفُوذ مَا تسْتَعْمل من الرطوبات إِلَى قَعْر)
الْأَبدَان.
وَإِذا كَانَ الْغَالِب الْحَرَارَة لم تحتج إِلَى شَيْء قوى من هَذِه الْأَشْيَاء وَيجب مَا دَامَ الْجِسْم ضَعِيفا أَن يخدر عَلَيْهِ سُقُوط الْقُوَّة فِي الآبزن وَالْحمام واحتط فِي ذَلِك لَا تتركهم يَمْشُونَ وَلَا يتحركون وتوق فيهم التَّعَب والسهر والضجر وَطول اللَّيْث فِي الآيزن وَالْحمام إِلَى أَن يسترخوا وَتسقط قواهم وتوق عَلَيْهِم الشَّمْس والهواء الْحَار والفكر وَإِذا تراجعت أبدانهم وأخصبت قَلِيلا اسْتعْمل بعد الْحمام فِي وَقت الْخُرُوج ماءاً بَارِدًا يغطس فِيهِ دفْعَة ثمَّ لَا يزَال يزْدَاد فِي برد الْهَوَاء مَا أخصب حَتَّى يصير قوى الْبرد وتوق قُوَّة المَاء الْبَارِد مَا دَامَ الْبدن لم يخصب توقياً شَدِيدا وَليكن حمامه على الطَّعَام بعد أَن ينحدر الْغذَاء من الْمعدة قَلِيلا وَإِن لم يتهيأ ذَلِك فحسهم من الأحساء الْمُوَافقَة ثمَّ انْتظر حَتَّى يحس بانحدار الحساء عَن الْمعدة ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن فَإِن عرضت سدة استعملوا السكنجبين والافسنتين والأرز إِذا طبخ بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرأ وينحل جِسْمه الْبَتَّةَ. تسمين غير أَنه لَا يصلح للضعفاء من المهازيل ألف ب الأغذية الَّتِي تسمن هِيَ التفهة وَالَّتِي تميل الشَّهْوَة إِلَيْهَا. وأرفق الْغذَاء للمذبولين لبن الأتن فَإِن لم يكن فلبن الماعز سَاعَة يحلب ويخلط فِيهِ شَيْء من سكر ليمنعه من التجبن وتعلف الماعز شَعِيرًا وهندباء وخساً وَتَكون فتية خصيبة قريبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ وَيسْتَعْمل الآبزن قبل اللَّبن وَبعده وَكَذَلِكَ مَاء الشّعير وَإِذا قويت الْقُوَّة قَلِيلا فليطبخ مَعَ الشّعير عدس مقشر وَيصْلح لَهُم الاسفذباجات بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والاسفاناخ والبقلة اليمانية والرجلة والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع يطيب بِشَيْء من خل قَلِيل وسكر فِي بعض الْأَوْقَات وجوف القثاء وَالْخيَار وَشرب مَاء القرع أَحْيَانًا وَليكن القرع مشوياً وَيشْرب قبل الطَّعَام وبعقب الآبزن مَعَ سكر وَيطْعم الخس بخل ممزوج وَإِن لم تكن هُنَاكَ حمى وَلَا حرارة فاعطه مَعَ هَذِه فراريج ودجاج وَلُحُوم الجداء والحملان الرضع والسمك الرخش يُؤْكَل بعد اسْتِعْمَال الحساء بِمدَّة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة والآبزن الطَّوِيل