الحاوي في الطب (صفحة 890)

الثَّانِيَة من قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء يكون بِسُكُون مِنْهُ طَوِيل الْمدَّة أَو لرباطه عِنْد الْكسر لِأَن السّكُون تضعف قُوَّة الْأَعْضَاء الَّتِي تسكن والرباط يعصر الدَّم ويدفعه عَن الْعُضْو فَيجب أَن يعالج بالضد فتقوى قُوَّة الْعُضْو ويجذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا وَقُوَّة الْعُضْو تقوى بالدلك المعتدل فِي الكمية والكيفية وَالْحَرَكَة الْمُوَافقَة وَالدَّم ينجذب إِلَيْهِ برباط على مَا وصف أبقراط وبصب المَاء الْحَار عَلَيْهِ بِقدر معتدل وبتحريكة ودلكه فَإِن الدَّلْك والتحريك مَعَ تقويتهما الْقُوَّة يجذبان الدَّم وَيجب أَلا يكون كل وَاحِد من هَذِه قَلِيلا فَلَا يُؤثر وَلَا كثيرا فَيحل معتدلاً وَيصب المَاء مادام يحمر لَونه وينتفخ وَيصير من الْحمرَة فِي غَايَة.)

والأعضاء المنهوكة تحمر بطيئاً فَلَا يطْلب مِنْهُ فِي الْيَوْم الأول ذَلِك وغرضنا فِي ذَلِك كُله أَن نجعله بِمِقْدَار مَا يحمر لون الْعُضْو وَفِي هَذَا الْوَقْت أَيْضا يصير جرمه أَشد انتفاخاً فَإِن زِدْته على هَذَا ضمن انتفاخه وَذَهَبت حمرته.

قَالَ: ويستدل على سرعَة إنْجَاح العلاج فِي عُضْو مهزول وبطئه بسهولة احمراره وانتفاخه وبالضد وَأما الْموضع الَّذِي يعسر فِيهِ ذَلِك فَيحْتَاج أَن يدلك بِبَعْض الْأَدْوِيَة المسخنة السيالة لي إخلاط هَذَا الدَّوَاء من كتاب أريباسبيس الْأَوْسَط وصنعته البسيطة الَّتِي تسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: زفت زَيْت يعْقد حَتَّى يصير لطوخا وَيُوضَع على الْمَوَاضِع وَهُوَ حَار ثمَّ يكشط عَنهُ إِذا برد واستقص النّظر فِي اسْتِعْمَاله وترده إِلَى هُنَا. قَالَ: وَيسْتَعْمل دَوَاء الزفت على نَحْو هَذِه الْأَغْرَاض فَإِن رَأَيْته قد جعل الْعُضْو فِي أول مَا تستعمله ألف ب حسن الْحمرَة والانتفاخ فاقطعه على الْمَكَان وَإِن لم تَرَ ذَلِك فاطله ثَانِيَة وثالثة وَفِي بعض النَّاس يطلى كل يَوْم وَفِي بَعضهم يَوْمًا وَيَوْما لَا أَو يَوْمًا ويومين لَا بِحَسب ماترى الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ.

قَالَ ج: فَهَذَا علاج فِي مداواة الهزال الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء وَلَا أحتاج مَعَه إِلَى ربطة إِلَّا فِي الندرة فَإِن احتجت فِي وَقت وربطته على مَا وصف أبقراط وَهُوَ: الرِّبَاط الْمُخَالف وَإِنَّمَا سمى مُخَالفا لِأَنَّهُ مُخَالفا لرباط الْكسر وَالْفَسْخ والرض لَا تُوضَع الْخرق أَولا على مَوضِع الْعلَّة بل على الْموضع السَّلِيم ويشد ويرخى مَتى جَاءَ نَحْو الْموضع العليل فَإِذا بلغ نَفسه جَعَلْنَاهُ أرْخى حَتَّى لَا يكون مَعَه غمز وَلَا شدَّة الْبَتَّةَ وَلَو قل هَذَا فِي الشتَاء فَإِنَّمَا آمُر باللفات على الْموضع العليل فِي الشتَاء لتدفيء وتسخن فَأَما فِي الصَّيف فَأنى لَا أبلغ بلف العصائب إِلَيْهِ بل أعصر الدَّم بالرباط إِلَيْهِ من فَوق كثيرا وَمن أَسْفَل أربطة قَلِيلا بِقدر مَا لَا تدع الدَّم الَّذِي جلبته إِلَيْهِ أَن يتفرق عَنهُ فَأَما مَوضِع الْعلَّة فَلَا ألف عَلَيْهِ شَيْئا مَخَافَة أَن يسخنه فيحلل مَا فِيهِ من الدَّم.

فَأَما إِذا كَانَت الْيَد أَو الرجل قد قضفت ودقت بأجمعها فَإِنِّي أربط الْيَد أَو الرجل الَّتِي بحذائها وَأَجْعَل شدّ الرِّبَاط من أَسْفَل وأرتقي إِلَى فَوق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015