قَالَ: الناردين الاقليطي هِيَ شَجَرَة الف ط صَغِيرَة يقْلع بطينها وتشد حزما تملا الْكَفّ وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم بِيَوْم فِي رش الحزم وتنقى من الطين وتوضع فِي مَوضِع ندى وَتَحْته قَرَاطِيس وَفِي الْيَوْم الثَّانِي ينقى من طينه فانه حِينَئِذٍ لَا يتَبَيَّن الْجيد من الردئ لما أفادته الْقُوَّة من الرُّطُوبَة.
ويغش هَذَا بنبات يُشبههُ يفرق بَينهمَا أَن هَذَا النَّبَات زهم لَهُ رَائِحَة كرائحة البيش وَله سَاق.
وَهَذَا أَشد بَيَاضًا وورقه أقصر من ورق الناردين الاقليطي وَلَيْسَ أَصله بمر وَلَا طيب الرَّائِحَة مثل أصُول الناردين.
وَإِذا أردْت أَن يبْقى الناردين على قوته وكثرته فاطرح ورقه ودق أُصُوله وسوقه نَاعِمًا واعجنها بشراب وَاجْعَلْهَا أقراصا وارفعها فِي إِنَاء خزف جَدِيد وَأحكم تَغْطِيَة رَأسه.
والجيد مِنْهُ مَا كَانَ حَدِيثا طيب الرَّائِحَة حَدِيث الْأُصُول عسر الانفراك ممتليا.
قَالَ: وَأما الناردين الجبلى فَإِن ورقه يشبه ورق العصفر وَكَذَلِكَ أغصانه غير أَنَّهَا أَصْغَر)
وَلَيْسَ هِيَ بخشبية وَلَا مشوكة. وَله أصلان أَو أَكثر سود طيبَة الرَّائِحَة كَالَّتِي للحناء غير أَنَّهَا أرق أَصْغَر بِكَثِير وَلَيْسَ لَهُ سَاق وَلَا ثَمَرَة وَلَا زهرَة.
سعد د: لَهُ ورق يشبه ورق الكراث غير أَنه أطول وأدق وأصلب وَله سَاق طولهَا ذارع وَأكْثر وفيهَا اعوجاج كساق الْإِذْخر وعَلى طرفه أوراق صغَار وأصوله كَأَنَّهَا زيتون مِنْهُ طَوِيل وَمِنْه مدور مشتبك بعضه مَعَ بعض سود طيبَة الرَّائِحَة فِيهَا مرَارَة وينبت فِي أَمَاكِن غامرة وَأَرْض رطبَة.
وأجودها مَا كَانَ ثقيلا كثيفا غليظا عسر الرض خشنا طيب الرَّائِحَة مَعَ شَيْء من حِدة.
ساذج د: يتَوَهَّم قوم أَنه ورق الناردين الْهِنْدِيّ لتشابه رَائِحَته ويغلطون فِي ذَلِك فَإِن الأسارون والوج يشبه الف ط رائحتهما رَائِحَة الناردين.
والساذج ينْبت فِي بِلَاد الْهِنْد فِي أَمَاكِن فِيهَا حمأة وَيظْهر على وَجه المَاء بِمَنْزِلَة عدس المَاء وَلَيْسَ لَهُ أصل فَإِذا جَمَعُوهُ على الْمَكَان نظموه فِي خيط كتَّان ويجففونه ويخزنونه.
وأجوده الحَدِيث الَّذِي لَونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ السوَاد الصَّحِيح غير منثقب سَاطِع الرَّائِحَة دَائِم الطّيب فِيهِ شبه رَائِحَة الناردين لَيْسَ بمالح وَلَا مسترخ.
وَأما المسترخى مِنْهُ المنثقب الَّذِي رَائِحَته كرائحة الشَّيْء المتكرج فَإِنَّهُ ردئ.
سقمونيا أَبُو جريج الراهب: أجوده مَا كَانَ أَبيض يضْرب إِلَى الزرقة كَأَنَّهُ قطع الصدف المكسر سريع التفتت والمجلوب مِنْهُ من جبل اللكام على هَذِه الصّفة. هَذَا لَا يقربهُ مثل الكرمان الْأسود المستدير الشكل المغمر.
قَالَ: وَقُوَّة السقمونيا لَا تنكسر إِلَّا بعد ثَلَاثِينَ سنة أَو أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا مَا قد أصلح