أهرن قَالَ: أسهلها الْأَبْيَض والأحمر وأردؤها الْأسود والأخضر ثمَّ بعده الْأَصْفَر.
وَإِذا رَأَيْت قد ثار الجدري والحصبة وَقد لانت الْحمى فَإِنَّهَا عَلامَة السَّلامَة. وَإِذا ثار فِي عنفوان الْحمى فَإِنَّهُ مهلك.
قَالَ: وَإِذا علمت أَن الجدري قد بَدَأَ يثور فإياك أَن تسقى دَوَاء بَارِدًا فَيرجع فِي الْجوف لَكِن اسْقِهِ الرازيانج والكرفس ليثور من الْجوف وليتمضمض فِي فِيهِ بطبيخ العدس وَاحْذَرْ أَلا يخرج فِي فِيهِ وحلقه فيؤذيه.
قَالَ: إِذا بلغ الجدري فنومه على دَقِيق الْأرز ودخنه بالآس وبورق الزَّيْتُون فَإِنَّهُ يجففه.)
لى: الجدري يكون من غليان يحدث للدم عِنْدَمَا يُرِيد أَن يَنْقَلِب من الطفولية إِلَى الشَّبَاب وتحدث فِيهِ الْحَرَارَة القوية السهوليه. وَهَذَا إِذا كَانَ صَاحبه حَار المزاج فَرُبمَا حدث مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَإِلَّا فَوَاحِدَة ولابد أَن يتَغَيَّر دم كل طِفْل إِلَى هَذِه الْحَال وَلذَلِك هُوَ فِي الذُّكُور أَكثر.
يَنْبَغِي أَن يحترس الصَّبِي المسنعد للجدري والحصبة فِي الرّبيع والشتاء من أَن يحم حمى حادة ويسكن دَمه ويطفأ عَنهُ مَا أمكن ويلطف غذاؤه وَيكون مِمَّا يُولد رَقِيقا ويحذر أَن تتكاثف سطوح بدنه بالدلك والرياضة وَالْحمام. فَأَما فِي الخريف والصيف فَإِن الْحَاجة إِلَى الاحتراس من ذَلِك أقل لَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتَحَلَّل من الْبدن فِي الصَّيف شَيْء كثير وَفِي الخريف الدَّم قَلِيل. 3 (المستعدون للجدري والحصبة من الصّبيان) الْأَبْيَض والأحمر الخصيب والأصهب الشّعْر فَأَما النحيف الْأسود فبعيد مِنْهُ.
ابْن سرابيون قَالَ: إِن أجابت الْقُوَّة فَلَا شَيْء أَجود فِي الجدري من الفصد إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِ وَإِلَّا فالحجامة. وقطر فِي الْعين مَاء السماق أَو شَحم الرُّمَّان. فَإِن بَدَأَ الجدري يظْهر فَحِينَئِذٍ فَاسق طبيخ اللك حَتَّى يظْهر كُله واسق بعد ذَلِك مَاء الشّعير وعدساً وَاجعَل الْغذَاء الماش وَنَحْوه وَفِي الشتَاء أوقد لَهُم الطرفاء وحطب الْكَرم. فَإِذا بدا يجِف فاطله بدقيق الْأرز والجاورس وأصول الْقصب الْفَارِسِي والزعفران مبلولاً بِمَاء ورد.