قَالَ: والأعراض الَّتِي تكون فِي ابْتِدَاء النوائب الْجُزْئِيَّة تجدها فِي الِابْتِدَاء الكلى أَكثر وتجد الَّتِي تكون فِي التزيد الجزئي فِي وَقت التزيد الكلى أظهر أَكثر وَالَّتِي فِي الْمُنْتَهى الجزئي فِي الْمُنْتَهى الكلى تجدها أقوى وأغلب من غَيرهَا وَالَّتِي تكون فِي الانحطاط الجزئي فَفِي الانحطاط الكلى.
قَالَ: وَالْبرَاز قد يكون أول الْمَرَض سيالاً ثمَّ يغلظ كَمَا يزِيد النضج كالحال فِي الْبَوْل.
لي مصلح على مَا فِي الثَّالَّةِ من البحران: الَّذِي يحْتَاج أَن يعرف من الْمَرَض طَبِيعَته وعظمه وزمانه وحركته وسخنته وطبيعة الْمَرَض تعرف من الْأَشْيَاء المقومة لذاته وَهِي الَّتِي تتمّ صورته كالحمى الحادة والنخس وضيق النَّفس والسعال فِي ذَات الْجنب.
وعظمه يعرف من عظم هَذِه الْأَعْرَاض فبقدرها يكون عظم الْمَرَض وَلَيْسَ عظم الْمَرَض رداءته فَإِنَّهُ يكون الْمَرَض عَظِيما وَلَيْسَ برديء وزمانه يعرف ألف هـ من نوع الْمَرَض أَولا ثمَّ من قِيَاس الأدوار والأعراض ثمَّ من عَلَامَات النضج ثمَّ من الْأَسْبَاب الملتئمة بعد كالسن والمهنة والبلد وَالزَّمَان والمزاج. وجهة حركته تعرف من شدَّة سرعَة مبادرة الْأَعْرَاض إِلَى شدَّة التزيد وبطئها.
لي جِهَة حَرَكَة الْمَرِيض فِي سرعَة مبادرته ومروره فِي الْأَوْقَات إِلَى الْأَعْرَاض اللاحقة فَلذَلِك لَيْسَ حمى مِمَّا تفتر أسْرع حَرَكَة من المطبقة من جِنْسهَا وَمن المطبقات مِمَّا ظَهرت فِيهِ الْأَعْرَاض القوية سَرِيعا فَهُوَ أسْرع حَرَكَة.
جَوَامِع اغلوقن: دَلَائِل النضج إِذا ظَهرت سَرِيعا فِي أَوَائِل الْأَمْرَاض دلّت على سرعَة انقضائه وَإِن تَأَخَّرت دلّت على بطئه. وَدَلَائِل عدم النضج تدل أبدا على طول الْمَرَض مَاتَ الْمَرِيض أَو عَاشَ.
وَقع الْفَرَاغ من إِعَادَة طبع الْجُزْء السَّادِس عشر من الْحَاوِي الْكَبِير يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الآخر سنه هـ مارس سنة م ويتلوه الْجُزْء السَّابِع عشر أَوله فِي الجدري والحصبة والطواعين وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ.)