الحاوي في الطب (صفحة 2121)

الزجاجي إِذا عفن بعضه وَبَقِي بعضه لم يعفن حدثت عَنهُ الْحمى الْمُسَمَّاة انقياليس.

من أَصْنَاف الحميات: هَذِه الْحمى من شكل الْحمى الَّتِي يكون فِيهَا بلغم بعضه قد عفن وَبَعضه لم يعفن.

وَقَالَ إِذا جرى الصِّنْف الحامض والزجاجي من البلغم فِي الْأَعْضَاء الحساسة كَانَ مِنْهُ النافض لَا تلْحقهُ حمى فَإِن شَأْنهمَا شَيْء من عفن كَانَ مِنْهُ انقياليس وَإِن كَانَ عفنه أَكثر تَبعته حمى ابْن ماسويه فِي الحميات: الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا تكون من البلغم الزجاجي إِذا عفن بعضه وَالْبَوْل فِي هَذِه الخمى إِلَى الْبرد أميل مِنْهُ فِي البلغمية الْخَالِصَة بِسَبَب فضل برد هَذَا الصِّنْف من البلغم على ذَلِك وَكَذَلِكَ النبض فَإِنَّهُ أَبْطَأَ وَأعْرض. وأدوار هَذِه الحميات تخْتَلف وَرُبمَا كَانَت غبا وَرُبمَا كَانَت كل يَوْم وكل ثَلَاثَة أَيَّام. وبقاؤها عشرُون يَوْمًا أَو زِيَادَة قَليلَة. وَفِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي قبل الْعشْرين لِأَن الطبيعة تنضجه سَرِيعا ونوبتها من أَربع سَاعَات إِلَى أَربع عشرَة سَاعَة وَرُبمَا زَاد وَرُبمَا نقص.

والحميات الَّتِي تَدور فِي سبع وَخمْس وَغير ذَلِك فَهِيَ من بلغم غليظ وسوداء وَيخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف الْخَلْط. وَأما ليفوريا فتبرد فِيهَا الْأَطْرَاف وَظَاهر الْبدن ويحترق الْجوف مَعَ عَطش شَدِيد وخشونة اللِّسَان وَصغر النبض وَهِي ضد انقياليس لِأَن فِي هَذِه يلتهب الْخَارِج ويبرد الدَّاخِل والحرارة فِي هَذِه مائلة إِلَى ظَاهر الْبدن. فَأَما الَّتِي يَحْتَرِق بَاطِن الْبدن ويبرد ظَاهره فَإلَى دَاخل ميل الْحَرَارَة فِيهَا وَيكون من الصَّفْرَاء الغليظة غير الْخَالِصَة. فِي انقياليس اعتن بالمعدة بالقيء وَبِمَا يجلوها وبإدرار الْبَوْل كالسكنجبين والسنبل والأنيسون والكرفس وَنَحْوه ويقيأ بعد الطَّعَام بفجل وَنَحْوه ألف هـ ويسقى من بعده نَقِيع الصَّبْر وجوارش الكموني وَحب الإيارج نَافِع جدا فِي هَذِه. والحقن الَّتِي بشبث وقنطوريون ولب القرطم وَالطَّعَام مَاء حمص ومرى وكمون وأصول السلق وهليون وَجُمْلَة تسْتَعْمل المدرة للبول والمسهلة باعتدال والجلاءة الْمُقطعَة. وَأما ليفوريا فعالج فِي الِابْتِدَاء بسكنجبين وجلنجبين وبآخرة نَقِيع الصَّبْر ونقيع الإيارج والمدرة للبول وَيكون مَا تستعمله فِيهَا أقل حرارة مِنْهَا فِي انقياليس.)

أبيذيميا قَالَ: والحميات المختلطة تكون عَن الأخلاط الْمُخْتَلفَة.

جورجس الخمسية تكون من خلط سوداوي أبرد قَلِيلا وعلاجها كالربع بِالصَّوْمِ والقيء بعد الطَّعَام والترياق الْكَبِير نَافِع وَالْحمام لَا تسْتَعْمل فِيهِ المَاء لَكِن حرارة فَقَط وتدبير الرّبع تَدْبيره.

جَوَامِع اغلوقن: طيقورش وَهِي الَّتِي تلتهب الدَّاخِل وَالْخَارِج بَارِد وَهِي أطول مُدَّة من شطر الغب.

ابْن سراييون فِي انقيالوس: ألزمهُ الْقَيْء وإدرار الْبَوْل بالكرفس وأعطه جلنجبينا وسكنجبينا ونقيع الصَّبْر وإيارج فيقرا فِي الأحيان وَحب الصَّبْر وَحب الْغَار واحقن بِمَاء فِيهِ حِدة لينحل ذَلِك البلغم عَن الْمعدة.

وَأما ليفوريا فأعط فِي الِابْتِدَاء جلنجبينا وسكنجبينا وبآخره نَقِيع الصَّبْر وإيارجا وَمَاء الرازيانج والهندباء والكرفس وأقراص ورد وكل مَا انْقَضتْ حرارته فَاسْتعْمل أَشْيَاء أسخن وَمُدَّة نوبَة هَذِه من أَربع سَاعَات إِلَى عشْرين وتلبث من عشْرين إِلَى أَرْبَعِينَ وَقد تطول أَيْضا وَهِي من بلغم زجاجي إِذا عفن وَأما النافض بِلَا حمى فَإِنَّهُ من بلغم زجاجي غير عفن وَقد كثر فِي الْبدن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015