الحاوي في الطب (صفحة 1564)

بالأدهان الحارة ويغلى ورق الباذنجان وَيقْعد فِي مائَة. لى هاج بحار لنا صفراوي الزاج وجع النقرس فِي رجله ففصدته فسكن عَنهُ وَصَارَ فِي الرجل الْأُخْرَى ففصدته بعد أَرْبَعَة أَيَّام فسكن أَكْثَره ثمَّ غذوته بالعدس والخل حَتَّى سكن كل مَا كَانَ بِهِ فِي ثَلَاثَة أَيَّام وبرأ برءا تَاما. والعدس والخل جيدان فِي هَذِه لِأَنَّهُمَا يغلظان الدَّم جدا وَيصْلح لَهُم فِي الصَّيف عدسية صفراء بِقطع القرع.)

السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: تبين فِي وجع المفاصل كَثْرَة الْمَادَّة فان كَانَت كَثِيرَة فَلَا تقدم على تبريد الْموضع بالأضمدة دون الاستفراغ وَإِلَّا انحصرت الْمَادَّة وهاجت وجعا شَدِيدا. لى يسْتَدلّ على ذَلِك مَتى علمت إِن الورم حَار وَوضعت الأضمدة المبردة فَزَاد الوجع فَاعْلَم انه قد زَاد التمدد فاستفرغ ثمَّ عد إِلَيْهَا. وَمَتى كَانَ الوجع حارا فِي الْغَايَة فِي الْكَيْفِيَّة دون مَادَّة أَو من كَثْرَة الأخلاط أَو من غلظها وَذَلِكَ إِن التبريد من شَأْنه تكشيف السطوح من خَارج فيزيد فِي تمدد الْعُضْو ويمنعه التَّحْلِيل وَيزِيد فِي الوجع. لى لذَلِك يجب إِن يعالج هَذَا بخرق مبلولة تلفهَا فَوق الْعُضْو.

قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس وأوجاع النقرس إِذا كَانَ الْفَاعِل لَهما مَادَّة رقيقَة حارة فَيحْتَاج إِلَى التبريد الشَّديد للعضو نَفسه. لى قد يكون فِي المفاصل تلهب شَدِيد بِلَا ورم وَهَؤُلَاء لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ بل إِلَى المطفيات والأطلية. وَمَتى غلظ الْأَمر فليسهل صفراء.

بولس صفة الدَّوَاء الْمَعْمُول بِرَجُل الْغُرَاب يعْمل عمل السورنجان وَهُوَ جيد للمعدة: زنجبيل دِرْهَم فلفل نصف دِرْهَم غاريقون خَمْسَة دَرَاهِم لب القرطم دِرْهَمَانِ أصل رجل الْغُرَاب ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا. وَمن كَانَ يَابِس الطبيعة يشرب (ألف ج) ثَلَاثَة وَعشْرين قيراطا يخلف سَبْعَة مجَالِس ويستحم بعده وَيَأْكُل خبْزًا وبيضا فَإِنَّهُ بَالغ.

صفة دَوَاء البسد قَالَ: معنى البسد هَهُنَا إِنَّمَا هُوَ زهر الخيري الْأَحْمَر الزهر وَهُوَ يُسمى البسد وَهَذِه صفته: تَرَبد فاوانيا مر سنبل أوقيتان من كل وَاحِد ساذج هندي أُوقِيَّة قرنفل خَمْسَة عشر حَبَّة خيري أَحْمَر الزهر الْمُسَمّى بالبسد نصف أُوقِيَّة زراوندان بِالسَّوِيَّةِ ثَمَان أَوَاقٍ الشربة سِتَّة قراريط كل يَوْم بعد انهضام الطَّعَام نعما وَيجب أَن يبْدَأ فِي شربه من الاسْتوَاء الخريفي وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِلَى خمسين يَوْمًا ثمَّ يقطع خَمْسَة عشر يَوْمًا يفعل ذَلِك أبدا حَتَّى تتمّ ثَلَاث مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَيمْتَنع من شربه فِي جَمِيع الْأَيَّام الحارة عِنْد طُلُوع الْكَلْب لأربعة وَعشْرين يَوْمًا تمْضِي من تموز إِلَى انسلاخ آب وَيتْرك اللَّحْم وخاصة الغليظ والمالح والنمكسود والمري والسلق والجزر والنعنع والقثاء والبطيخ وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُولد خلطا مائيا أَو غليظا وليترك الشَّرَاب وخاصة الْأسود وَلَا يكثر مِنْهُ إِن لم يكن بُد ويستحم كل يَوْم ويرتاض بِالْمَشْيِ أَو الرّكُوب ويتجنب الْغَضَب. وَمن كَانَت طَبِيعَته أميل إِلَى اليبس فَإِنَّهُ إِن تدبر تدبيرا أوسع من ذَلِك لم يضرّهُ لَهُ.)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015