الزحير فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء منتن لِأَن القرحة بِالْقربِ من الدبر فَأَما فِي اخْتِلَاف الدَّم فالقرحة فَوق.
الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ: الزحير يعرض لأَصْحَاب البلغم أَكثر لِأَن التحدر يكون من بلغم عفن يعفن المعي الْمُسْتَقيم فِي مروره كل يَوْم فَإِذا عفن هيج لصَاحبه طلب ببت المَاء وَإِنَّمَا يعرض فِيهِ التزحر والتمدد أَكثر مِمَّا يعرض فِي اخْتِلَاف الدَّم لِأَن البلغم يعسر خُرُوجه لِأَنَّهُ بلزوجته يعلق بِمَا يلقاه من الْأَجْسَام وَلَا ينفذ وَيخرج كَمَا يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَأما أَصْحَاب قُرُوح المعي الصفراوية فَيكون حاداً ويتبعه الذوبان لحدة الْخَلْط.
السَّابِعَة من السَّادِسَة:)
بطلَان الشَّهْوَة فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن دَلِيل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة وَإِنَّهَا قد ألمت بأثقال المعي لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة لِاجْتِمَاع فضول فِي فَم الْمعدة لِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال لَيْسَ فِيهِ فضل ينصب إِلَى فَم الْمعدة لِأَن ميلها كلهَا إِلَى أَسْفَل وَإِنَّمَا يكون بطلَان الشَّهْوَة لهذين والحمى أَيْضا إِذا حدثت فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على عظم الورم. 3 (القرحة فِي الأمعاء) الْيَهُودِيّ: حد القرحة فِي الأمعاء الَّتِي من سحج الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وحد السوداوي أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَصَاعِدا وَرُبمَا امْتَدَّ أشهراً كَثِيرَة وَلَيْسَ لَهَا حد مَعْلُوم وَإِذا كَانَت القرحة فِي الدبر وَلم يكن فِي الْبَطن مغس فَذَلِك زحير والقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر قلَّة الخراطة ورياحها تدل على أَنَّهَا من الأمعاء الدقاق وَكَثْرَتهَا وغلظها وغزارتها على أَنَّهَا من الْغِلَاظ والوجع فِي الْعليا أَشد وَهُوَ فَوق السُّرَّة ويحسه العليل هُنَاكَ وَإِن كَانَت الخراطة مَعَ الشَّحْم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يقوم سَاعَة يحس بالمغس فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَصَاحب الزحير يكثر الْقيام والتواتر أَكثر جدا من صَاحب قُرُوح الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرجت المخاطية قبل الثّقل فالقرحة قريبَة قَالَ: وَمَا دَامَت الخراطة قبل الزبل فَذَلِك دَلِيل على ثُبُوت الْعلَّة وَإِذا خرجت الخراطة بعد الزبل فَذَلِك مُؤذن ببرء قَالَ: وَمَا يسقى من البزور لقرحة الأمعاء بِالْمَاءِ فاسقه بِالْمَاءِ الْبَارِد لَا بالفاتر وَكَذَلِكَ إِن سقيت بِرَبّ أَو بشراب فببارد لَا بفاتر قَالَ: وليدمنوا أكل الشاهبلوط وَيُؤْخَذ مَاء الْأرز وَلبن فيطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قَالَ: وَمن أطعمته سمك يعْمل شواءاً حاراً فَهُوَ جيد إِنَّمَا يحقن بحقنه الزرانيخ بعد أَن يطول الْأَمر ومجهول شيافة للزحير أفيون وقشور كندر وَدم وقافيا ومرداسنج يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل.
للزحير مجرب عَجِيب قد برِئ عَلَيْهِ خلق كثير لَا يخلف: حرف أَبيض مقلو بزر قطونا